حذام يوسف
« شهرزاد تخرج من عزلتها والانفتاح على تقنيات السرد الشعري « وباستحضار المجموعة التي انبثقت عوالمها الشعرية من مخيلة فاعلة ومتفاعلة وجوداً مجتمعياً، ونسجت صورها أنامل منتجها الشاعر حبيب السامر ، كونها تقدم بوحاً وجدانياً تجلت عوالمه برومانسية شفيفة مع اكتناز برمزية منطلقة من مرجعيات فكرية وأجتماعية وثقافية أسهمت في اتساع عوالمها عبر صورها المنصهرة في بوتقة جملها الشعرية الفاعلة في السياق ، والموجهة في دلالاتها على وفق دوافع نفسية تتفاعل عناصرها الفنية والتجربة الشخصية» كان هذا بعض ما اجادت به قريحة الناقد علوان السلمان، في جلسة احتفائية، اقامتها مؤسسة النور للثقافة والاعلام، تقديراً للشاعر البصري حبيب السامر، قدم الجلسة الدكتور الشاعر سعد ياسين يوسف، مرحباً بالحضور مستعرضاً بعضاً من سيرة الشاعر السامر :» من البصرة الفيحاء، بزغ نجم الشاعر بكتابة كل مايحيط به شعراً، كانت حصيلتها ثلاث مجاميع شعرية (مرايا الحب … مرايا النار 2001، حضور متأخر جداً 2005، رماد الأسئلة 2008، وهو اليوم رئيس نادي الشعر في البصرة..».
بعدها كان لابد للشاعر المحتفى به أن يمتع الحضور ببعضٍ من نصوصه :
يبدو أنك لا تجيد الدوران إلا حول نفسك
وكلما حاولت أن تمد يدك لتقطف وردة المعنى
وجدتها موغلة في الفراغ
كم تتوق الى رؤية عينيك وهما تحلمان بصبية
تخللت الجلسة مداخلات وشهادات بحق الشاعر السامر منها قراءة للناقد د. مثنى كاظم صادق ورقته بعنوان « إعتراضات العزلة والتماهي مع مظاهر الوجود : جماليات الصورة الشعرية عند الشاعر حبيب السامر تقوم على التجسيد والتشخيص والتجريد ، والتجسيد هو أن يصبح المعنوي مادياً ( أحنط الوقت / لا أدع اللحظات تتسرب من بين أصابعي ) فالوقت أصبح ماديا بتحنيطه ، والتحنيط فعل مادي يكسب المحنط الخلود الجسماني ، وقد عزز ببنية النفي محافظته على الوقت المنفرط الى لحظات بعدم تسربه من أصابعه ، أما التشخيص فهو خلع المشاعر أو الصفات الحية على الطبيعة الجامدة ( حين تسللت الموجة خارج النهر / حزنت كثيرا على النورسة التي تلامس نهاية منقارها أعلى الموجة «، ويختم حديثه :» نجد الشاعر في مجموعته يعمل على أسلوبية اقتران الخاصية البشرية بشيء غير بشري ..». ، إضافة الى مشاركة من الناقد زهير الجبوري، والروائي حسن البحار .