وزارة البيشمركة تتهم مسؤولين كرد بالخيانة والتآمر
السليمانية ـ عباس كاريزي:
خلف الانسحاب غير المبرمج الذي قامت به قوات البيشمركة خارج مدينة كركوك شرخا كبيرا وتساؤلات تصعب الاجابة عليها قريباً، فبينما عدّت وزارة البيشمركة الانسحاب مؤامرة وتواطئ لمسؤولين في الاتحاد الوطني مع الحكومة العراقية، اكد اراس شيخ جنكي سكرتير الرئيس الراحل جلال طالباني، ان تقدم القوات العراقية باتجاه كركوك جاء عبر اتفاق دولي مع الحكومة العراقية يسمح للقوات العراقية العودة الى مواقعها التي كانت تشغلها قبل 2014 .
واضاف شيخ جنكي في تصريح ان قوات البيشمركة لم تنهزم في كركوك، وانما هي لم تكن مهيأة لمواجهة غير كفوءة مع القوات العراقية المدعومة من تركيا وايران.
وتابع شيخ جنكي الذي كان يتحدث من كركوك، ان انسحاب البيشمركة من مواقعها في اطراف مدينة كركوك جاء لمنع وقوع المزيد من الخسائر، وخوفا من ان يكون اقحام الاتحاد الوطني في هذه الحرب مؤامرة من قبل الحزب الديمقراطي، كما حصل في 31 اب عام 1996 لكسر قوات الاتحاد الوطني وابعادها عن مدينة كركوك.
وانتقد شيخ جنكي بشدة سياسة حكومة الاقليم التي تسببت بتصعيد التوتر مع الحكومة الاتحادية ودول الجوار والتحالف الدولي، ما تسبب بإبقاء الاقليم وحيدا في مواجهة حرب خاسرة، مؤكدا ان قوات البيشمركة والاتحاد الوطني سيبقى في كركوك لحماية امن وسلامة المواطنين.
بدوره اكد قيادي في الاتحاد الوطني ان الانسحاب الذي قامت به قوات البيشمركة من مواقعها خارج محافظة كركوك جاء عبر اتفاق بين الاتحاد الوطني والحكومة الاتحادية وايران، لتجنيب مركز محافظة كركوك أية عمليات اقتحام أو تدخل عسكري من قبل القوات العراقية المشتركة.
واضاف القيادي الذي رفض الكشف عن اسمه للصباح الجديد، أن مكتب رئيس الوزراء العراقي وممثلين عن الحكومة الإيرانية، وقيادات نافذة في الاتحاد الوطني الكردستاني، اتفقوا على ان يستجيب الاتحاد الوطني الكردستاني لمطالب الحكومة العراقية بتسليم المواقع التي تسيطر عليها بيشمركة الاتحاد للقوات المشتركة، على أن تلتزم هذه القوات بعدم التوغل في مركز محافظة كركوك.
وتابعت ان الخلافات داخل صفوف قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني، أثرت على طبيعة وآلية عملية الانسحاب التي أقرها الاتفاق الثلاثي، ما تسبب بوقوع خسائر في صفوف قوات البيشمركة.
وكان قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني قد زار محافظة السليمانية، بالتزامن مع انعقاد اجتماع عقده الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني في مصيف دوكان شمال المدينة، شارك فيه رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس الاقليم المنتهية ولايته مسعود بارزاني والسيدة هيرو ابراهيم احمد عقيلة رئيس الجمهورية الراحل جلال طالباني ورئيس حكومة اقليم كردستان نيجرفان بارزاني.
بدورها قالت عضو مجلس النواب القيادي في الاتحاد الوطني الا طالباني، ان الاتحاد كان يحذر دائما من السياسات والتعامل المستفز من قبل الحزب الديمقراطي الذي يتحكم بمفاصل حكومة الاقليم، تجاه الحكومة الاتحادية.
واضافت ان الاتحاد الوطني حذر من اجراء الاستفتاء وعواقبه في كركوك، واردفت «كنا نحذر من ذلك الاجراء الا اننا كنا نتعرض للتخوين والاتهام بالعمالة لبغداد، وكنا دائما نسعى لحل المشكلات العالقة مع بغداد عبر الحوار والتفاهم، الا انه مع الاسف لم نجد اذاناً صاغية، واشارت طالباني في حديث للصباح الجديد الى ان القيادة الكردية اهدرت جميع الضمانات والتعهدات الدولية التي قدمت لها للتخلي عن اجراء الاستفتاء ما وضعها في موقف محرج ومواجهة خاسرة مع العراق ودول الجوار والمجتمع الدولي وهو ما ينم عن تخبط وانعدام الرؤية السياسية.
وتساءلت عن الاسباب التي يمكن ان تدفع بأبناء وسكان كركوك للتضحية من اجلها فيما يقوم الحزب الديمقراطي منذ سنوات بسرقه نفط المدينة، من دون ان يعود ذلك بالفائدة على المواطنين في الاقليم ولا على ابناء كركوك الذي قالت انه يزج بهم في حرب خاسرة لا طائل منها.
واكدت طالباني ان اغلب اعضاء القيادة في الاتحاد الوطني يؤيدون تشكيل ادارة مشتركة لمحافظة كركوك تضمن استمرار التعايش والتآخي بين مكونات المدينة.
واكدت ان الانسحاب الذي حصل كان متوقعا في ظل الاوضاع الصعبة التي تعاني منها قوات البيشمركة التي، فضلاً عن افتقارها الى مقومات المقاومة من الاسلحة والمعدات، هي لاتعرف لماذا تقحم في حرب خاسرة لمصلحة المستفيدين من ثروات المحافظة.
وكانت قوات الجيش العراقي قد بدأت منذ صباح يوم امس الاثنين عمليات عسكرية واسعة، قالت انها تهدف لاعادة سلطة الحكومة الاتحادية على الحقول النفطية والقواعد العسكرية بمحافظة كركوك، التي تسيطر عليها قوات البيشمركة منذ عام 2014، أي بعد انسحاب الجيش العراقي منها بعد دخول داعش.
وتمكن الجيش وقوات الشرطة الاتحادية من فرض سيطرتها خلال مدة قياسية، على اغلب المواقع المحددة لها وفقا للخط التي اعلنت عنها الحكومة الاتحادية والتي تتمثل بالسيطرة على قاعدة كركوك الجوية ومعسكر (K1 ) غربي محافظة كركوك وحقلي هافانا وباي حسن الذي كان يسطر عليهما قوات تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني وتعمل لصالح شركة كار النفطية المملوكة للحزب الديمقراطي.
كما اخلت قوات البيشمركة موقعها في قضاء طوز خورماتو وفقا للمتحدث باسم قائممقامية القضاء، مؤكدا سيطرة الحشد الشعبي على المدينة بالكامل.
من جانبها أصدرت القيادة العامة لقوات البيشمركة بياناً بشأن الهجوم الذي نفذه الجيش العراقي على محافظة كركوك، وبينما اتهمت مسؤولين في الاتحاد الوطني بالخيانة والمشاركة في المؤامرة ضد شعب كردستان، حملت الحكومة الاتحادية المسؤولية عن إثارة الحرب ضد شعب كردستان، وقالت انها يجب أن تدفع ثمناً باهظاً لهذا الاعتداء. واضاف البيان ان قوات الحشد الشعبي التابعة للحرس الثوري الإيراني بقيادة اغاي إقبال بور بدأت بالتعاون مع القوات العراقية، في وقت مبكر من صباح يوم 16-10-2017، هجوماً واسعاً على كركوك والمناطق المحيطة بها، وهذا الهجوم يعد بنحو صريح إعلان الحرب على شعب كردستان، واردف البان «للأسف تعاون بعض مسؤولي الاتحاد في هذه المؤامرة ضد شعب كردستان وارتكبوا خيانة تأريخية كبرى ضد الاقليم، هؤلاء المسؤولين أخلوا بعض المواقع الحساسة لقوات الحشد الشعبي والحرس الثوري الإيراني من دون مواجهة وتركوا الأخ كوسرت رسول لوحده.
وتابع البيان «أنه على الرغم من خيانة بعض المسؤولين ومؤامرة الحكومة العراقية والحرس الثوري الإيراني لكن قوات بيشمركة كردستان تدافع بنحو بطولي ومعنويات عالية في كل المواقع ونؤكد أنه من غير الممكن كسر إرادة شعب كردستان والسماح بانتصار خصوم شعب كردستان من خلال تنفيذ هذه المؤامرة.
من جهتها اكدت وزارة النفط، أمس الاثنين، ان إنتاج الغاز والنفط من حقول كركوك يسير بنحو طبيعي بالرغم من العمليات العسكرية، فيما كشفت عن موافقة الكرد على تجنب القتال قرب المنشآت النفطية في كركوك.