طالب باستغلال الفرصة الصغيرة المتبقية لحل الأزمة
السليمانية – عباس كاريزي:
مع تفاقم الأزمة الحالية بين أربيل وبغداد على خلفية اجراء الإستفتاء على انفصال الاقليم في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، وما ترتب عليه من تداعيات خطيرة على الوضع العام بإقليم كردستان، ناشد السكرتير الشخصي للرئيس العراقي الراحل جلال طالباني رئيس إقليم كردستان المنتهية ولايته لتقديم إستقالته، والإنسحاب من العمل السياسي نهائيا وإعطاء الفرصة للآخرين لقيادة الإقليم.
وقال آراس شيخ جنكي إبن شقيق الرئيس طالباني وسكرتيره الشخصي في رسالة ثانية وجهها الى مسعود بارزاني» ان هذه هي المرة الثانية التي أكتب إليك رسالة مخلصة أدعوك فيها الى إستغلال فرصة صغيرة بقيت أمامنا لحل الأزمة الراهنة بين إقليم كردستان والحكومة الإتحادية، ما يهمني اليوم هو التهديدات التي تواجه مناطق ما تسمى بالمتنازع عليها، فأنا أسمع هنا وهناك الى أحاديث تشير بأننا سوف نخسر هذه المناطق بعودة قوات الحكومة الإتحادية والسيطرة عليها، وخصوصا المناطق النفطية التي تسيطر عليها القوى الكردية، وأعتقد بأنه إذا حدث ذلك فإن كل شيء سينتهي.
وطالب شيخ جنكي بارزاني بتحمل مسؤوليته عن تبعات ما حصل واستغلال الفرصة الضئيلة المتبقية لانقاذ ما يمكن انقاذه، من التداعيات الخطيرة لإجراء الإستفتاء، بوصفه المسؤول الأول عن هذه الكارثة، مضيفاً «قد حان الوقت لتتقدم بخطوة تاريخية من خلال تقديمك للإستقالة من منصبك والتضحية لأجل الشعب، وأنا على يقين بأن التاريخ سيحسب لك هذا الموقف وسيروي للأجيال المقبلة بأنك ضحيت بمنصبك من أجل مصلحة المواطن وإنقاذه من المحنة التي يعيشها اليوم».
ويضيف شيخ جنكي «أنا أعرف بأن هذا مطلب صعب وثقيل عليكم، ولكن القائد يجب أن يكون مستعدا للفداء والتضحية من أجل شعبه، وستبقى كبيرا بنظر شعبك إذا بادرت بتقديم تلك الإستقالة..
وكان مسؤول وكالة الحماية والمعلومات في إقليم كردستان لاهور شيخ جنكي، قد حذر بدوره من خسارة شعب إقليم كردستان لكل المكتسبات التي حققها في المرحلة السابقة إذا لم تتم العودة إلى الحوار مع بغداد، عدت القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني آلا طالباني قرار اجراء الاستفتاء غير مدروس سيخلف تبعات وتداعيات على الاقليم.
وأضاف مسؤول وكالة الحماية والمعلومات في إقليم كردستان أن «الكرد يواجهون مخاطر بسبب القرار غير الناضج للاستفتاء»، محذرا من خسارة شعب الإقليم لكل المكتسبات التي حققها في المرحلة السابقة إذا لم تتم العودة إلى الحوار مع بغداد.
وأكد شيخ جنكي، أن القيادة السياسية في إقليم كردستان أمام تجربة تاريخية صعبة بغية المحافظة على مكتسبات شعب كردستان، داعيا إياها لعدم الخوف من أية مبادرة للحوار مع بغداد وفي كل الملفات العالقة بين الطرفين بما فيها المناطق المتنازع عليها.
بدورها وجهت عضو مجلس النواب عن الاتحاد الوطني الكردستاني الا طالباني انتقادات شديدة للاطراف السياسية الكردية والية تعاملها مع التطورات والقرارات التي اتخذتها الحكومة الاتحادية، مشيرة الى ان عدم وجود رؤية سياسية واضحة لدى القيادة الكردستانية لمرحلة ما بعد الاستفتاء، والعزلة التي وضعت نفسها فيه، وضع الكرد في مجلس النواب العراقي في حيرة وتخبط تجاه ما يحصل في بغداد، وتعاملهم مع التطورات السياسية وردود فعل الحكومة الاتحادية التي اعقبت اجراء الاستفتاء على استقلال الاقليم.
واضافت طالباني في تصريح تابعته الصباح الجديد، ان القرارات التي صدرت عن مجلس النواب والحكومة العراقية، اعتمدت صيغ واسسٍ قانونية ودستورية، واذا كان للكرد وممثليهم اعتراضات عليها فعليهم ان يحاولوا عبر ممثيلهم وهم على شتى المستويات في الدولة العراقية الغائها عبر الصيغ القانونية والدستورية، مشيرة الى ان القرارات التي اتخذتها الحكومة مؤخرا لا يمكن إلغاؤها عبر اطلاق التصريحات الاعلامية ومقاطعة جلسات البرلمان، وانما هي تتطلب وحدة موقف وتواجد في البرلمان العراقي للرد على القرارات التي صدرت باغلاق المطارات وتسليم النقاط الحدودية وايقاف التعاملات المالية وغيرها.
وتابعت اننا ككرد في بغداد لا توجد لدينا رؤية واضحة،هل نحن مقاطعون للتمثيل الكردي في بغداد ام اننا مشاركون في بغداد، واردفت قائلة «ً الاجراءات المتخذة بخصوص مطارات السليمانية واربيل الهدف منها الضغط على حكومة الاقليم، وان المطارات والحدود هي من السلطات المشتركة بين حكومتي المركز والاقليم»، مضيفة ان هناك ثلاث سلطات تعود للسلطة الاتحادية وفقا للدستور، وهي القوات العسكرية والعلاقات الخارجية والثروات الطبيعية ومنها النفط والمنافذ والحدود ووارداتها، مبينة ان الحرية والتساهل الذي كان موجودا سابقا من قبل الحكومة العراقية تجاه الاقليم، لم يتم فهمه جيدا ولم تفِ حكومة الاقليم، بما يقع على عاتقها تجاه الدولة العراقية التي مازالنا جزءاً منها.
وتابعت ان قرار اجراء الاستفتاء كان قرارا غير مدروس، لان اجراء الاستفتاء برغم التحذيرات والاعتراض المحلي والاقليمي والدولي، تسبب بخسارة الدعم والمساندة الاقليمية والدولية للكرد، ما سينعكس سلبا على شعب كردستان، ويتطلب ان تتحمل الجهات المنفذة نتائجه وتبعاته.