الصباح الجديد ـ وكالات:
أسهمت جائزة الشيخ زايد للكتاب على مدى 11 دورة سابقة في إذكاء حراك ثقافي بارز سواء على المستوى العربي أو العالمي، بما يمثل إشعاعا للثقافة العربية في الداخل والخارج وتكريما لكتاب ومثقفين اسهموا في المسار الثقافي العربي، وواصلت الجائزة انفتاحها على الثقافات العالمية، خاصة من خلال فرعها الذي استحدثته عام 2013 تحت مسمى «الثقافة العربية في اللغات الأخرى» حرصا منها على أن تنال الإصدارات الرصينة التي تقدم إضافات معرفية استثنائية إلى حقول الثقافات الكونية تقديرا علميا.
وقد نظمت جائزة الشيخ زايد للكتاب جلسة حوارية مع الناشرين والمؤلفين والمترجمين الأربعاء الموافق لـ 20 سبتمبر/أيلول 2017 في فندق لانزبوروه في لندن، لمناقشة فرع الجائزة «الثقافة العربية في اللغات الأخرى»، الذي يستقبل الأعمال الأدبية والدراسات النقدية المتعلقة بالثقافة العربية، في اللغات الأجنبية الخمس: الإنكليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية والإيطالية.
وشاركت في الندوة الروائية والمؤرخة الثقافية البريطانية مارينا وورنر، الفائزة بجائزة الشيخ زايد للكتاب لعام 2013، والناشرة البريطانية مارغريت أوبانك، والناقدة البحرينية ضياء الكعبي عضو الهيئة العلمية للجائزة، وحاورهم الإعلامي العراقي هيثم الزبيدي.
قدم الإعلامي هيثم الزبيدي في بداية الندوة نبذة عن الدور المهم لجائزة الشيخ زايد للكتاب، والميدان الواسع الذي تحركت فيه الجائزة بمختلف فروعها، لتعزيز التفاعل بين الثقافات العالمية وتسليط الضوء على تأثيرات الثقافة العربية في الثقافات العالمية على مر العصور.
وتمد الجائزة أجنحتها على خارطة ثقافية واسعة، مقسمة إلى 8 فروع هي الثقافة العربية في اللغات الأخرى، والترجمة، والآداب، وشخصية العام الثقافية، وأدب الطفل والناشئة، والنشر والتقنيات الثقافية، والفنون والدراسات النقدية، ختاما بجائزة التنمية وبناء الدولة.
واستهل المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بالإنابة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، عبدالله ماجد آل علي، الجلسة الحوارية بكلمة ترحيب تحدث خلالها عن دور الهيئة في رعاية المبادرات الثقافية والتي تندرج من ضمنها جائزة الشيخ زايد للكتاب، والجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» و»معرض أبوظبي الدولي للكتاب»، ومشروع «كلمة» للترجمة، بالإضافة إلى مبادرات الدائرة في الفنون، من خلال بناء المتاحف العالمية والمراكز الفنية مثل «متحف زايد الوطني» ومتحف «اللوفر أبوظبي»، ومتحف «جوجنهايم أبوظبي».
وقال آل علي: «من خلال كل هذه المبادرات الرائدة، تسعى هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة إلى مد جسور التواصل مع الثقافات الأخرى لتوسيع آفاق التواصل الحضاري، وتسليط الضوء على إبداعها، وتكريم الأعمال الفكرية والأدبية والنقدية والبحثية التي تُثري الحركة الثقافية العربية والعالمية، وتحفيز الناشرين العرب وتنشيط حركة الترجمة».
أول المتحدثين كانت مارغريت أوبانك مؤسسة وناشرة مجلة «بانيبال»، التي تنشر الأدب العربي المعاصر باللغة الإنكليزية منذ 20 عاما. وتحدثت عن العلاقة الوثيقة بين جائزة الشيخ زايد ومجلة «بانيبال»، كما تطرقت في حديثها إلى «جائزة سيف غباش- بانيبال» للأدب العربي المترجم إلى الإنكليزية.
وأشارت أوبانك إلى أن المحور المشترك هو توسيع الصلات بين الثقافات، وأن الأدب هو الوسيلة السحرية الأعمق والأكثر فاعلية في الحوار بين الثقافات المختلفة، وخاصة ترجمة الأدب، التي تفتح الآفاق الأكثر تأثيرا في التفاعل بين الشعوب.
وذكرت أن الخارطة الواسعة لحقول جائزة الشيخ زايد والفائزين بها من جميع أنحاء العالم تكشف مساحة تأثيرها، حيث ساهمت في زيادة تأثير الأعمال الثقافية وإيصالها إلى مختلف الأوساط الثقافية في شتى أنحاء العالم.
وأشارت أوبانك إلى حجم الحضور الثقافي للأسماء الهامة التي أضاءت جائزة الشيخ زايد أعمالهم، مقترحة أن توسع الجائزة نشاطها من خلال عقد ندوات دراسية في جامعات عالمية لزيادة تأثير الأعمال الثقافية التي احتفت بها الجائزة.