باريس ـ أ ب ف:
أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون امس الاول الثلاثاء ان مكافحة «الدين المتشدد « ستكون في صلب الدبلوماسية الفرنسية ،مؤكدا انه سيعيد الى فرنسا «المستقلة» المكانة التي تستحقها في العالم، وذلك في اول خطاب له خصص للسياسة الخارجية.
وبعد ثلاثة اشهر صعبة في الحكم، قال ماكرون امام ما يقرب من 200 سفير فرنسي في اجتماع سنوي تقليدي «ان أمن الفرنسيين هو مبرر وجود دبلوماسيتنا، هذه الضرورة جوهرية وعلينا الاستجابة لها بلا تهاون».
وحدد للدبلوماسيين «ثلاثة محاور أساسية»، هي الامن والاستقلال وتأثير فرنسا في العالم. وبعد ان استعرض اهم الازمات العالمية، أكد سعيه لكي «تستعيد فرنسا مرتبتها بين الامم» وان «تكون قادرة على اسماع صوتها».
منذ وصوله الى الاليزيه في ايار الماضي، لفت الرئيس الشاب البالغ التاسعة والثلاثين، الانظار في اطلالاته الدولية، فاثار الاعجاب احيانا والانتقادات احيانا اخرى، الا انها المرة الاولى التي يرسم فيها اطر السياسة الخارجية الفرنسية. وقال ماكرون «ان مكافحة الدين المتشدد تتصدر أولويات سياستنا الخارجية. نعم انا اتكلم بالتحديد عن الارهاب ، وانا اتحمل تماما مسؤولية استخدام هذا التعبير».
وتابع «ان داعش هي عدوتنا» مضيفا «ان عودة السلام والاستقرار الى العراق وسوريا هي أولوية حيوية لفرنسا».
وقال ماكرون معلقا على الوضع في فنزويلا التي تعاني أزمة سياسية واقتصادية خانقة بعد أشهر من الاضطرابات اوقعت اكثر من 130 قتيلا «هناك ديكتاتورية تسعى للبقاء على حساب ازمة انسانية غير مسبوقة».
وتطرق ماكرون طويلا الى الملف الاوروبي مؤكدا انه سيقدم اقتراحات تتضمن اصلاحات للاتحاد الاوروبي بعد الانتخابات الالمانية المقبلة. كما دعا الى اوروبا «يعاد العمل عليها وتكون بأشكال عدة» مدفوعة بدول «طليعية» قد ترغب بـ»الذهاب الى ما هو ابعد» في مجال التقريب بين اقتصاداتها وسياساتها.
من جهة ثانية اعتبر الرئيس الفرنسي ان البريكست انه «عندما لا تكون اوروبا سوى سوق، فهي لا تكون جذابة، وهذا ما يدفعنا الى ان نكون اكثر ابداعا: علينا ان نفكر في اوروبا بأشكال عدة، والذهاب بعيدا مع الذين يرغبون بالتقدم من دون ان تعرقلهم الدول التي ترغب بان تتقدم بسرعة اقل والى مسافة اقصر، وهذا حقها».
ماكرون يضع محاربة «الدين المتشدد» في صلب الدبلوماسية الفرنسية
التعليقات مغلقة