نبأ حسن مسلم
يتمدد بكل ما أوتي من سواد على كرسي بلاستيكي ناصل اللون .. فخور بما عنده من ذخائر أدوات قتل كان قد رصفها أمامه كلوحة مشوهة .. أفكار غريبة تضج في رأسه .. يستميت في إطلاقها من جوف جمجمته الفارغة .. يتطلع حوله .. كان يجلس تماما في بقعة جافة .. متصحرة و خالية من الحياة في حين كانت تمتد أمامه حقول فسيحة من الورد . لا شيء يعجبه .. يسحب سلاحه و يصوبه نحو الورد فهو لا يعجبه ألوانه زاهية أكثر مما تحتمل عينيه المعتادتان على السواد و القرف .. يطلق عليه النار . السماء لا تعجبه .. زرقتها مثيرة للقلق , يطلق عليها النار .. يذخر سلاحه من جديد منتشيا برائحة البارود الشمس لا تعجبه .. يطلق عليها النار .. العشب لا يعجبه .. الأشجار لا تعجبه .. الطيور لا تعجبه .. الحياة برمتها لا تعجبه .. استمر بإطلاق النار على كل شيء من حوله حتى تشكلت سحابة من دخان أسود كان فرحا بها .. راح يراقبها و هي تهيمن على المكان و تغطي كل شيء كالموت .. استرخى في مقعده البلاستيكي ذي اللون الناصل و راح يحلم بها و هي تتمدد لتصل إلى أقصى مكان يمكن أن يفكر به .
تنقشع السحابة ببطء .. تصفعه الدهشة .. كل شيء ما يزال على حاله السماء الشمس , الأشجار , الأزاهير الملونة … الخ .. لم يتغير شيء .. لا شيء على الأطلاق الحياة كانت تسخر منه بكل ما أوتيت من وجود حلو .
انكمش في مكانه و تقلص وجهه كمن التهم ليمونة حامضة دفعة واحدة .. سحب سلاحه .. تمسك به بقوة أكثر .. صوبه نحو رأسه الأسود و أطلق الرصاصة الأخيرة .