ونيس المنتصر
هذا النص لو قرأته امرأة في غابة ستصرخ
صوتها الأجش سيسافر مع حفيف الأوراق
وأنينها مع هدير المياه
لو قرأته امرأة في سجن
سينفك القيد الذي على يديها
وتعزف الألحان
سينفك القيد الذي على قدميها وترقص
ثم تفر مهرولة إلى الشعر
لو قرأته امرأة في صحرى
ستصعد الجبال وتتسلق الأشجار
ثم تتوه في الوديان والحقول والغابات
تلك المرأة التي تغويها الطبيعة
هيِ الأكسجين الذي لازلت أتنفس منه
وهي الهواء الذي لازلت أرتجف بفعله
هي أول الأحلام وأبعدها إلي
وأنا ضحية المسافات
كشريان يتسرب منه الدم
قطره.. قطره
إنني الفراغ هُنا
فمن التي ستهوي إلي؟؟
أم أننا جميعا مجرد أوهام!!.
2
لن تقرأ امرأة هذا النص
خوفاً من السقوط في آخره
ستتجاهله كي لا ينزف عطرها
مع أنه ليس مغرياً حد الهروب
سترمقه من بعيد ثم تهرب
لتكون خلف قناع
كل الفارّات نساء!!
حتى الأميرات سيمتنعن من حضور حفلة الليلة
في قصر السلطان
بعد ذلك ستقطع أياديهن
حتى وإن قرأته إحداهن لن تتعمق فيه
خوفا من أن تكتتم أنفاسها
أو تختنق في كلماته
لأن تجاوزه أصعب من أن تنسى إحداهن نفسها
لو قرأته امرأة ستراه هزيمة
ستيأس أو تعد لنفسها مشنقة وتنتحر
وأخرى سترى جسدها ملتهبا بعده
ستذهب إلى الأطباء أو إلى القديسين
إحداهن ستراه مصيبة
ستطلب النجو
وأخرى ستراه كتاب مقدس
ستكفر به
أو تطلب المغفرة
إحداهن ستتلطخ ببراز جارتها الجميلة
وتسقط في حضن أختها
وأخرى ستسكر حتى الثمالة
وتسقط في حضن جارها العجوز
إحداهن سيفيض بها الحزن
سينشل دماغها
أو تصاب بالزهايمر
وأخرى
ستقف هنا في نهاية النص تصمت
أو تضحك
أو تسقط على السرير.