لا توجد نقطة التقاء بين جميع المتناقضات المسلم بها في كل تفاصيل الحياة، الا ان المجتمع العراقي جمع بين أكثرها تعقيداً وصعوبة ضمن أطر لا تخل بالمجتمع العراقي ،وكأنها امر مسلم به، فمن الممكن ان نجد في البيت الواحد اسرة منقسمة على بعضها ومتشظية ومفككة ، الا انها تتفق على أذية ومصادرة حق كل انثى موجودة بين اركانه وقد يصل الامر الى قتلها لمجرد وجود اختلاف في وجهات النظر او حتى بسبب او من دونه اذ لا يوجد رادع قانوني واخلاقي يمكن ان يقف دون ارتكاب أي جريمة ضد المرأة لكون كل ما يتعلق بمشكلاتها ممكن ان يحل ضمن اطار عشائري وبصورة مادية قد لا ترتقي لمستوى قتل رجل او الاعتداء عليه بأي صورة بل هي ادنى من ذلك وحقوقها ممكن التغاضي عنها او بخسها قدر ما يشاؤون .
قبل مدة ليست بالقصيرة اعتداء شباب في محافظة المثنى على جارتهم المتخلفة عقلياً وما كان من عشيرة الضحية الا ان طالبوا من والدتها بالتنازل عن البلاغ الذي قدمته ٌضد الجناة او ان يتخلوا عنها وبعد رفض الام التنازل تخلوا عنها وعن ابنتها بالفعل.
وبعدها قتلت طبيبة معروفة على يد اقاربها بحجة الإرث، ثم جاءت جريمة قتل مديرة، روضة او معلمة في محافظة النجف من قبل حارس المدرسة.
وقبل أيام في منطقة حي اور تحديداً قام زوج بقتل زوجته مستعملاً المطرقة بحجة كرهه لها وهرب الاب وترك خلفه ثلاثة أطفال لا يعرفون ما سيحل بهم بعد مقتل الام وهجر الاب الذي عرف عنه في منطقته انه مدمن او كما يطلق عليه بالعامية « مكبسل «.
وكل هذه الجرائم ممكن ان تحل عشائرياً او ان يخرج الجناة من دون ان ينالوا عقابهم الذي يستحقونه، لكون المجتمع الذكوري مادام ينظر الى المرأة بتجرد ومن دون أي حقوق إنسانية اولاً وشرعية وقانونية فستظل تابعة تحت وطأة من لا يرحم ومن سينجو من العقاب الذي آمنه مسبقاً.
مطرقة الأعراف
التعليقات مغلقة