نهبت وسلبت منازل نازحيها
ديالى – علي القيسي
كشفت مصادر متنفذة في ناحية السعدية عن استحواذ تنظيم داعش على قوائم منتسبي الأجهزة الأمنية في محافظة ديالى، وخصوصاً العاملين في سلك الشرطة، وفي الوقت الذي ان الأشخاص الذين يسيطر عليهم هذا التنظيم بعد مقاطعة أسمائهم في القوائم يحالون الى ما يعرف بـ “المحاكم الشرعية”، كشف مدير الناحية عن قيام هذه الجماعات الارهابية بعمليات نهب وسلب واسعة في الناحية.
وذكر مصدر محلي مطلع، أشترط عدم الكشف عن هويته، ان “تنظيم داعش نشر خلال الايام الثلاثة الماضية مفارز متنقلة داخل الناحية واطرافها تحمل حواسيب محمولة، تحوي على قوائم بأسماء منتسبي الاجهزة الامنية وخاصة منتسبي اجهزة الشرطة”، مضيفاً ان “هذه المفارز تقوم بتدقيق اسماء الذكور من عمر 18 عاما فما فوق عبر ادخال اسمائهم في برنامج خاص في الحواسيب المحمولة لمعرفة ما اذا كان اسم الشخص هو من منتسبي الاجهزة الامنية او من منتسبي الشرطة، او من عامة المواطنين”.
واشار المصدر الى ان “مفارز هذا التنظيم قامت باعتقال العديد من الاشخاص بعد تطابق الاسماء في قوائم الاجهزة الامنية التي حصلوا عليها مع ما موجود في القوائم الموجودة في حواسيبهم المحمولة واحالتهم الى المحاكم الشرعية التي اوجدوها في المناطق التي يسيطرون عليها”، لافتا الى ان “هذه الجماعات الارهابية استحوذت على القوائم من المقرات الامنية ومراكز الشرطة التي احتلوها”.
من جهته، ذكر رئيس اللجنة الامنية في محافظة ديالى صادق الحسيني لـ “الصباح الجديد، أمس الاثنين، ان “تنظيم داعش اعتمد في بعض المناطق على اسلوب الحواسيب المحمولة لملاحقة منتسبي الاجهزة الامنية وخاصة في المناطق الساخنة التي يسيطر عليها، بهدف تصفيتهم جسديا”.
واكد الحسيني بان “اجمالي المناطق التي يسيطر عليها المسلحون تتقلص يوما بعد يوم اخر نتيجة الهجمات التي تشنها الاجهزة الامنية”.
في المقابل، يقول احد منتسبي الاجهزة الامنية في حديث أجرته “الصباح الجديد”، يوم أمس ان “استعمال الجماعات المسلحة للحواسيب المحمولة دفع الكثيرين منهم للاختفاء والتواري عن الانظار خشية اعتقالهم واستعمال جنسيات الاشقاء للتنقل ما بين الازقة والاحياء السكنية”، مشيرا الى ان “التنظيم عمد الى اعدام العديد من منتسبي الاجهزة الامنية الذين تم اعتقالهم خلال الاسابيع الماضية، فيما عمد الى فرض ضريبة التوبة او البراءة على عدد اخر ممن دفعوا مبلغ مليون دينار مع السلاح الذي يحمله”.
في غضون ذلك، اكد المراقب الأمني مروان الجبوري، ان “لجوء التنظيم الى اسلوب الحواسيب المحمولة لم يقتصر استخدامه في ناحية السعدية فقط بل تم تعميمه في المناطق التي يسيطرون عليها والفاصلة بين محافظتي ديالى وصلاح الدين”.
وقال الجبوري ان “أغلب المعلومات التي استحوذ عليها تنظيم داعش جاء بعد اقتحامه للمقرات الامنية ومراكز الشرطة”، مبيناً ان “العديد من منتسبي هذه الاجهزة فقدوا حياتهم نتيجة المعلومات التي حصلوا عليها وادخلوها في حواسيبهم المحمولة”.
من جهته، أكد مدير ناحية السعدية في محافظة ديالى، أحمد الزركوشي، أمس الاثنين، أن الجماعات المسلحة تقوم بعمليات نهب واسعة لمنازل الأسر النازحة من مركز الناحية.
وقال الزركوشي في حديث صحفي إن “الجماعات المسلحة تقوم بعمليات نهب واسعة لمنازل الأسر النازحة في مركز ناحية السعدية 60 كم شمال شرق بعقوبة”.
وأضاف الزركوشي، أن “90 في المائة من سكان الناحية نزحوا خلال الأسبوعين الماضيين بسبب مخاوفهم من هجمات تلك الجماعات المتمثلة بداعش وحلفائها”.
يذكر أن العراق يعاني من عدم استقرار في الأوضاع الأمنية دفع برئيس الحكومة نوري المالكي، في (10 حزيران 2014)، إلى إعلان حالة التأهب القصوى في البلاد، وذلك بعد سيطرة مسلحين من تنظيم “داعش” على محافظة نينوى بالكامل، وتقدمهم نحو محافظة صلاح الدين وسيطرتهم على بعض مناطقها، قبل أن تتمكن القوات الأمنية من استعادة السيطرة على العديد من المناطق، ما أجبر ألاف الأسر على النزوح من مناطق سكانها بحثا عن أماكن أكثر أمنا.