أكدت أن الصراع ضد قوى تكفيرية تريد تمزيق وحدة العراق
بغداد –الصباح الجديد:
اكد ممثل المرجعية الدينية الشيخ عبد المهدي الكربلائي، أمس الاثنين، ان ما يمر به العراق هو صراع بين قوة تكفيرية والشعب العراقي وليس صراعاً طائفياً، مطالباً وسائل الاعلام بكشف المخطط الذي يراد به تقسيم العراق.
وقال الكربلائي في تصريح إن “وسائل الاعلام تتوقف عليها مسؤولية كبيرة بان يكون لها جهد اساسي في كشف الحقائق حول الصراع الذي يدور في العراق، حيث انه يدور بين الخير والشر، اضافة الى مخطط يراد به تقسيم وتجزئة العراق وتفتيته”.
واوضح أن “ما يمر به العراق هو صراع بين قوة تكفيرية وبين الشعب العراقي”، مطالبا “العاملين في المؤسسات الاعلامية الى اظهار الحقيقة الاعلام التي لا تريد الخير للشعب العراقي وتحاول ان تشوه صورة العراق”.
واكد الكربلائي على ان “تلك الوسائل تحاول ان تسوق للقنوات الاخرى وهذه نقطة مهمة، حيث بدأنا نشعر ان تلك الوسائل الاعلامية تشكل خطورة كبيرة على الشعوب الاخرى وهناك جهد اعلامي من هذه الوسائل الاعلامية والقنوات الفضائية تسوق لصراع بانه صراع طائفي”.
يذكر ان المرجعية الدينية حذرت، في الـ27 من شهر حزيران الماضي، من مخططات مبيتة تهدف الى تقسيم العراق وتفتيته، مشددةً على ضرورة تفويت الفرصة على اعداء العراق وعدم تحقيق هدفهم.
وكانت المرجعية الدينية العليا، قد دعت يوم الجمعة الماضي، مجلس النواب إلى عدم تجاوز التوقيتات الدستورية أكثر والإسراع بتسمية مرشحي الرئاسات الثلاث، وتشكيل حكومة تحظى بقبول وطني.
في غضون ذلك، دعت الهيئة السياسية في التحالف الوطني العراقي، أمس الاثنين، الى استثمار فرصة التحول التشريعي في حسم الخيارات وعدم التسويف بالوقت على حساب الأمن، والخدمات، والإعمار، والبناء، بينت ان المشاكل التي يتعرَّض لها البلد تجد ما يتكفّل حلّها بالدستور.
وذكرت الهيئة ان “التحالف اكد على استثمار فرصة التحوُّل التشريعيِّ للإسراع في حسم الخيارات في التصدِّي، وعدم التسويف بالوقت على حساب الأمن، والخدمات، والإعمار، والبناء، مشيرة الى انه ” لم يُرِدْ لهذا التقسيم بين الرئاسات أن يتحوَّل إلى عُرف يُطوِّق عنق العراق، ويحول دون وصول أفضل الكفاءات إلى مواقع التصدّي، لكنه يتطلّع الآن، ولكلِّ مُكوِّن أن يحسم خياره على أساس القناعة به، ومراعاة المُكوِّنات الأخرى، أو على الأقلّ عدم إثارتها”.
واضاف البيان ان “المشاكل التي يتعرَّض لها البلد تجد ما يتكفّل حلّها بالدستور، ومن خلال التفاهم البنّاء سواء على صعيد الثروة الوطنيّة، أم صياغة العلاقة بين الإقليم والحكومة الاتحاديّة، أم التعامل مع ملفِّ كركوك، أم إثارة تقرير المصير، أم إدارة ملفِّ النفط، وتصديره لبعض البلدان، ممّا لا يكون من خلال الحكومة الاتحاديّة، ويتسبَّب بإحداث خسائر فادحة تضرُّ بمصلحة المواطنين، وهذه كلّها مدعاة لطرح حلول جادّة وسريعة تُضاهي سرعة الحاجة لها، وتُحاكي مثيلاتها في الدول المُتقدِّمة “.
وتابع ان “الوحدة الوطنيّة بين أبناء شعبنا العراقيِّ مبنيّة على أساس من القِيَم، والسيادة، والتماسُك الاجتماعيِّ، والتعايش بين المُكوِّنات العراقيّة، والمصالح، والأخطار المُشترَكة عزَّزتها تجربة الديمقراطيّة الفتية على الرغم من كلِّ ما انتابها من أخطاء، وستبقى هذه الوحدة صخرةً صمَّاء تتكسَر عليها كلُّ المُحاوَلات العدوانيّة من الداخل والخارج”.
وبين ان “التفاعل بين أبناء المُكوِّنات العراقيّة كان سجلَّ تاريخها الحافل، وخزين طاقتها المُجتمَعيّة الهائلة، وسيبقى سِرّ وحدتها حاضراً ومستقبلاً”.
واستطرد إنَّ “ما تزدان به مُدُننا العراقيّة من تنوُّع طائفيٍّ ودينيٍّ وقوميٍّ يُشكّل علامة حضاريّة نفخر بها أمام العالم، وهي أمانة في أعناقنا جميعاً؛ لكلُّ مُواطِن عراقيّ كرامة وثروة، وسنموت من أجل الدفاع عنها مهما كانت خلفيّتها وإنَّ أبناء شعبنا اليوم هم سلالة أولئك الآباء والأجداد الذين حفظوا لهم ولنا الوحدة، ودافعوا عن الكرامة بأغلى الدماء “.
وختم البيان بالقول “فليعلُ صوت الوطنيّة العراقيّة فوق كلِّ الأصوات، ولتتصاغر كلُّ المطالب الشخصيّة والفئويّة أمام الأهداف الوطنية الكبرى، ولتحتلَّ المخاطر التي تُهدِّد البلد المُقدّمة على كلِّ المخاطر، لافتا الى ان ” قد حان وقت العمل النوعيِّ البنّاء، وحان وقت الوعي، والحذر من مكائد الأعداء، ولتكن الأرواح التي تُزهَق على يد الإرهابيين مدعاةً لمزيد من التضحية، والإيثار”.