صادق باخان
كاتب عراقي
كأنها مسرحية درامية بين الجمهوري الابيض دونالد ترامب وبين الديمقراطي الاسود باراك اوباما تعرض على مسارح برود واي يسعى ترامب فيها الى الغاء ارث اوباما على المستوى السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي.
طيب..اسمحوا لي ان اتولى انعاش ذاكرة البعض عن الاتهامات التي اطلقها الجمهوريون على الرئيس باراك اوباما و هو اول مواطن اسود يحتل المكتب البيضاوي في البيت الابيض ..قالوا عنه(رئيس ضعيف_ متردد ينأى بنفسه عن الخوض في المغامرات و اكثر من ذلك انهم قالوا ان اوباما ارتكب اكبر غلطة استراتيجية عندما امر بسحب القوات الاميركية من العراق_لكننا نعلم مثل غيرنا ان اوباما كان قد تعهد في اثناء حملته الانتخابية ان يتولى سحب القوات الاميركية من العراق، وانه فضلا عن ذلك اتبع سياسة عقلانية حمل بها الرئيس الجمهوري جورج بوش مسؤولية الازمة الاقتصادية التي اصابت اميركا وكادت تؤدي الى حدوث كسساد اقتصادي اشبه بالكساد العظيم الذي ضرب اميركا في اواخر عشرينيات القرن الماضي واستمر طوال الثلاثينيات وان اميركا بلغت ذلك الوضع الاقتصادي الكارثي مما حدا باصحاب المصانع الى اغلاق ابواب مصانعهم وشركاتهم وبالنتيجة ارتفعت نسبت البطالة ليعم تبعا لذك السخط بين المواطنين وكل ذلك جاء نتيجة قيام الرئيس جورج بوش بشن الحرب على نظام طالبان في افغانستان في العام 2001ومن ثم قيامه بشن الحرب ضد نظام الرئيس العراقي صدام حسين في العام 2003 .
كان اوباما قد رفع في اثناء حملته الانتخابية للفوز بالرئاسة الاميركية شعار (التغيير..الى الامام وعندي حلم وهو الشعار ذاته الذي رفعه داعية الحقوق المدنية للزنوج القس «مارتن لوثر كنغ»الذي اغتالته شرذمة عصابة «كوكلس كلان» الارهابية والاكثر من ذلك ان اوباما التفت الى جزيرة قصب السكر ليقول ان فرض الحصار على كوبا الشيوعية قد انتهت صلاحيته منذ ان فرضته اميركا نتيجة ازمة خليج الخنازير التي اوشكت ان تؤدي الى حرب عالمية ثالثة في عهد الرئيس السوفييتي «نيكيتا خروتشوف» والرئيس الاميركي «جون كندي» واعاد العلاقات الدبلوماسية مع كوبا ويقال ان الثائر الارجنتيني «أرنستو تشي جيفارا» هو الذي طلب من السوفييت نصب صواريخ تحمل رؤوسا نووية موجهة لضرب اميركا في حالة تفاقم ازمة خليج الخنازير ووصولها الى طريق مسدود.
اعلم ان كل هذا اصبح من التاريخ ومن الافضل لنا ان نعيش الحاضر ونقرأ ان الرئيس دونالد ترامب اعلن قبل ايام الغاء جميع قرارات حكومة سلفه باراك اوباما في علاقات اميركا مع كوبا كما انه هاجم في كلمة له العلاقات الاميركية الكوبية والنظام الكوبي وقيامه باضطهاد المعارضين ودعا حكومة هافانا الى اجراء أنتخابات واطلاق سراح جميع ألسجناء السياسيين ولكن بعض المراقبين عدوا ألهجوم والاتهامات ضد كوبا تدخلا في شؤونها الداخلية كما وجه الرئيس ترامب وزير خارجيته «ريكس تيلرسون» بتشكيل فريق لتوسيع أتاحة الانترنيت في كوبا وطلب من حكومة كوبا برئاسة «راؤول كاسترو» عمل المزيد لتحسين حقوق الانسان في كوبا.
والمثير ان ترامب بات يستعمل لغة خالية من الدبلوماسية بقوله انه سيفضح جرائم نظام كوبا وأتهم الرئيس أوباما بأبرام صفقة مع الحكومة تتولى نشر ألعنف وعدم الاستقرار في منطقة ألبحر الكاريبي بحسب مزاعمه.
وبرغم هذه الاجراءات التي اتخذها ترامب فان العلاقات الدبلوماسية بين اميركا وكوبا ستبقى قائمة كما لم تفرض مزيدا من القيود على السلع التي يمكن للمواطنين الاميركيين الخروج بها من كوبا مثل السيجار الهافاني .
مما يشار الى ارث اوباما انه قام بالعام 2016 بزيارة كوبا وهي الزيارة الاولى لرئيس اميركي منذ قيام الثورة الكوبية في العام 1958 ضد الحكم الدكتاتوري بقيادة باتيستا الذي هرب الى خارج بلاده .
حسنا….لينظر العالم عما سيقوم به الرئيس ترامب الحريص على زيادة ثراء اصحاب البنوك (وول ستريت ) في نيويورك واصحاب المصانع المنتجة للاسلحة البالستية والاستراتيجية في حين يزداد عدد الفقراء في الولايات المتحدة الاميركية ..يا سلام سلم الحيطة بتتكلم.
ترامب يسعى لإلغاء إرث أوباما
التعليقات مغلقة