الخلاف حول موسكو ومسألة التسريبات يطغيان على قمّة الناتو
واشنطن ـ وكالات:
يستعدُّ مستشارو الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمعركة لعدة سنوات، لمواجهة التحقيقات ذات الصلة بالروس، حيث يحضرون غرفة خاصة في البيت الأبيض تضمُّ محامين ومهنيين في مجال العلاقات العامة ومستشارين، لمواجهة وابل المعلومات المستمرة.
ويقوم المحامي الخاص روبرت مولر، الذي يترأس تحقيقًا جديدًا في التدخلات الروسية في الانتخابات، إلى جانب تحقيقات متعددة للكونغرس، بوضع خطط جديدة من شأنها أن تضغط على الصحافة وغرف اللجان والمحاكم.
وقال أحد حلفاء ترامب لموقع «أكسيوس»: نحن «نستعد بمقاتلي الشوارع». وقال الحليف «أنَّ البيت الأبيض يحتضن المعركة التي ستستمر طالما أن دونالد ترامب هو الرئيس». وقد جلب ترامب بالفعل المحامي مارك كاسويتز منذ فترة طويلة، كجزء من فريق قانوني شخصي جديد. وقال مسؤول في الحزب الجمهوري»: «إنه من نوع المحامين الذين يحبهم ترامب، فهو صعب، متضامن، ويُهدد في كل الوقت».
وستقوم فرق الاستجابة السريعة الجديدة بملء هيكل تنظيمي يهدف إلى التصدي للهجوم اليومي من العناوين السيئة حول التحقيقات بشأن العلاقات الروسي. وفى الأربعاء الماضي كشفت شبكة «سي أن أن» الإخبارية، أن النائب العام جيف سيسيونس لم يكشف عن اتصالاته في روسيا عند التقدم بطلب للحصول على تصريح أمني، بينما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» كيف يتفاخر جواسيس روسي حول قدرتهم على التعامل مع زملاء ترامب خلال الحملة.
ووفقا للتقرير، فإن الخطة تتمثل في أن يكون هناك مجموعة من العاملين يتولون هذه المشكلات.
وقد أعدت مخططات تنظيمية جديدة مقترحة. وتهدف الخطة إلى اتخاذ ترامب القرارات النهائية عند عودته من رحلته الدولية في نهاية هذا الأسبوع. وقد عاد رئيس مجلس الأركان بريبوس والمستشار ستيفن بانون إلى البيت الأبيض في وقت مبكر خلال زيارة ترامب، للإشراف على التخطيط، وفقا للتقرير.
وقد عبر ترامب عن عدم ارتياحه لكيفية إلقاء وسائل الإعلام الاتهامات، وكيفية تعامل فريقه معها. وخلال مقابلة قبل رحلته، تحدث حتى عن إلغاء جلسات الإحاطة الصحفية اليومية، وبدلًا من ذلك عقد مؤتمرات صحفية خاصة به كل أسبوع.
وقد دفعت التسربات من داخل الإدارة الرئيس مع الإفصاح غير المرغوب فيه. حتى كشفت له محادثة المكتب البيضاوي الخاص مع كبار المسؤولين الروس، بعد تسرب الملاحظات على الاجتماع الذي انتهى به المطاف في صحيفة «نيويورك تايمز». ويبدو أن الخطة لها السمة المميزة لـ»غرف الحرب» السابقة، بما في ذلك غرفة واحدة في البيت الأبيض لمواجهة التصريحات اليومية خلال اتهام بيل كلينتون.
وستتألف من محامين ومهنيين في مجال العلاقات العامة، ومستشارين. وستكون الخطة الحالية هي تنظيم الموظفين الحاليين في البيت الأبيض وكذلك تنظيم المؤيدين الخارجيين.
وفي الشأن ذاته استقبل الاوروبيون امسالاول الخميس الرئيس الاميركي دونالد ترامب بفتور في زيارته الاولى لبروكسل وعبروا عن خلافاتهم معه حول روسيا من دون ان يخفوا قلقهم حيال التسريبات بعد اعتداء مانشستر.
وفي اطار الحلف الاطلسي، ابدى الحلفاء نية حسنة حيال الرئيس الاميركي الجديد عبر الموافقة على الانضمام الى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش والوعد ببذل مزيد من الجهد ضد الارهاب.
ولكن بمعزل عن الاجواء الاحتفالية التي طغت امس الاول الخميس في بروكسل، برز مجددا الخلاف حول روسيا فلاديمير بوتين.
وقال رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك بعد لقائه ترامب لساعة «لست واثقا مئة في المئة باننا نستطيع ان نقول اليوم، الرئيس (الاميركي) وانا، ان لدينا موقفا مشتركا، رأيا مشتركا حيال روسيا».
ولم يخض رئيس الوزراء البولندي السابق المؤيد لخط متشدد بازاء موسكو، في تفاصيل الموضوعات الخلافية، علما بان اعجاب الرئيس الاميركي بنظيره الروسي يثير القلق في شرق اوروبا.
واذ دافع عن «القيم الاساسية الغربية مثل السلام وحقوق الانسان واحترام الكرامة الانسانية»، اعتبر توسك ان «المهمة الاكبر اليوم» للولايات المتحدة واوروبا تتمثل في «جمع شمل العالم الحر برمته حول هذه القيم وليس فقط (حول) المصالح».
ودعا ترامب الرئيس الفرنسي الجديد ايمانويل ماكرون الى غداء عمل في السفارة الاميركية في بروكسل حيث اشاد بـ»فوزه الرائع». ويتصدر ملف المناخ الملفات التي ثمة تباين حولها عشية قمة مجموعة السبع في صقلية.
لكن توسك حرص ايضا على الاشارة الى قواسم مشتركة «وخصوصا ضد الارهاب» بعد الاعتداء الانتحاري الذي استهدف مساء الاثنين الماضي حفلا غنائيا في مانشستر مخلفا 22 قتيلا و64 جريحا.
وسربت الصحافة الاميركية الاربعاء الماضي معلومات حيوية عن التحقيق في الاعتداء الذي تبناه تنظيم داعش ، وخصوصا صورا التقطت من مكان الانفجار، ما اثار غضب المحققين البريطانيين.
وصرحت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في لندن قبل توجهها الى بروكسل لحضور قمة الاطلسي «ساقول بوضوح للرئيس ترامب ان المعلومات التي تتقاسمها اجهزتنا يجب ان تبقى سرية».
وكانت تسريبات عدة في واشنطن، بينها معلومات سرية عن اعتداء كان يعد له تنظيم داعش بمساعدة جهاز كمبيوتر نقال داخل طائرة، اثارت جدلا حادا، ولا سيما ان ترامب ابلغها الى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقائهما في المكتب البيضوي.
وحتى قبل تسلمه منصبه، لم يوفر الرئيس الاميركي الحلف الاطلسي من انتقاداته اللاذعة مكررا طوال اشهر ان «الزمن عفا عنه» لانه لا يبدي اهتماما كافيا في رايه بمكافحة الارهاب.
وسينتهز ترامب فرصة القمة ليجدد مطالبة نظرائه في الحلف بزيادة نفقاتهم العسكرية والبدء بتصحيح الخلل القائم مع واشنطن، علما بان موازنة الدفاع الاميركية تشكل 68 في المئة من نفقات الحلفاء.
وعلى خلفية خشيتهم من ان تتراجع واشنطن عن التزامها، يظهر الحلفاء نية لبلوغ الهدف الذي حدد العام 2014 بحيث تشكل موازنة الدفاع اثنين في المئة من اجمالي الناتج الداخلي لكل من الدول الاعضاء بحلول العام 2024.
وقد وافقوا على ان ينضم الحلف الاطلسي في شكل كامل الى التحالف الدولي ضد الارهابين ، الامر الذي تطالب به واشنطن منذ عام.