عامر القيسي
سافترض في نفسي حيادية مطلقة بمسألة الولاية الثالثة للمالكي، برغم ان موقفي هو ضد كل اشكال الولايات الثلاثية ومنها ولاية المالكي..القوى المعارضة للولاية الثالثة للمالكي يعلنون صراحة معارضتهم ، بل انهم يحذرون من مستقبل وخيم للعراق قي حال استمرار هذه الولاية ، ومن هذا الوخيم ، التقسيم وتفكك العراق والحرب الاهلية وربما اقلها اثرا تصاعد اعمال العنف في البلاد.
المجلس الاعلى بقيادة السيد عمار الحكيم يقول صراحة ، من اجل ايجاد حل مناسب للازمة الحالية لا بد من ترشيح شخص اخر غير المالكي لرئاسة الوزراء وان جميع ما يجري في البلاد هو مخالف لما يذهب اليه المالكي وان البلاد بانتظار كارثة حقيقية في حال التولية.
كتلة الاحرار التابعة للسيد الصدر تقول ،أن الصدر ينصح المالكي بعدم الترشح وهو ما يرغب به الشركاء اجمع والمرجعية الدينية والكثير من اطياف الشعب، وبعكسه سنكون أمام مصير مجهول.
ائتلاف الوطنية بزعامة اياد علاوي يقول صراحة، ان العراق سيتفكك في حال بقاء المالكي في السلطة .
تحالف القوى الوطنية يؤكد ان رفضهم الترشح لولاية ثالثة لا رجعة عنه وان البلاد مقبلة للمجهول في حال حصول المالكي على هذه الولاية .
فيما اعلن التحالف الكردستاني على لسان كبار مسؤوليه انه لن يشارك في حكومة يرأسها المالكي محذرا هو ايضا من ذهاب العراق الى المجهول.
هذه هي الاطراف الرئيسة المعنية كقوى سياسية بالعملية السياسية، ومنهم حلفاء للمالكي في التحالف الوطني ، التي تعلن موقفها الواضح من هذه القضية.المالكي بدوره لم يكن بعيدا عن الوضوح في الموقف، فاعلن انه متمسك بالترشيح للولاية الثالثة بوصفها استحقاقا انتخابيا .
سنقول ان من حق المالكي التشبث بالولاية الثالثة تاركا امر الآخرين لعمل ما يرونه مناسبا لغرض ازاحته، وسنقول ان المشهد هو من منتجات اللعبة الديمقراطية في البلاد .
والاسئلة هي: ماذا تنتظر القوى المعارضة لولاية المالكي كي تتفق على الازاحة وهي القادرة على ان تشكل الكتلة الاكبر داخل البرلمان بحسب المقاعد التي حصلت عليها، والتي بامكانها تجاوز ال 170 مقعدا ؟ ماذا تنتظر وهي الملوحة بالتفكك والحرب الاهلية والتقسيم وتصاعد الغنف ، وهي امام موقف واضح من الماكي الذي قال انا باق وافعلوا ماطاب لكم؟ هل ينتظرون حصوله على الولاية الثالثة ويحصل ما حذروا منه ؟ هل ينتظرون صفقات دسمة تغير المواقف 180 درجة ؟
الأسئلة مشروعة وواقعية ومطلوب الاجابة عليها .. واعتقد لو ان هذه القوى حسمت موقفها عمليا لازاحة المالكي من خلال تحالف يضمها جميعا لاجتزنا الكثير من العقبات والمطبات والعقد ومنها بالتأكيد اجتماع حقيقي لمجلس النواب ينتج لنا رؤساء للجمهورية والبرلمان والوزراء وننتهي من هذه القصة التراجيدية ، ولعرفنا جميعا «راسنه من رجلينه» !
ما يعوق العمل السياسي الواقعي هي التشكيلات الطائفية لهذه القوى ، فالبيت الشيعي المتمثل بالتحالف الوطني ما زال يتصرف بعقلية ان الحفاظ على البيت الشيعي موحدا ولو شكليا اهم من وحدة العراق ولو شكليا ايضا, والبيت السني المشتت اصلا ما زال يعمل بعقلية الحفاظ على الموجود في البيت المتشتت أفضل من الذهاب الى خيمة المالكي ، فيما القوى الكردستانية هي الاكثر تماسكا والتي تتعامل على اساس ان ازاحة المالكي تتيح لها المشاركة الحقيقية في ادارة البلاد، في حبن ان بقاءه لن يضيرها كثيرا ويمنحها امكانية افضل للبحث عن خيارات اخرى اعلنتها مرارا ..