أردوغان: أبلغنا مسعود بارزاني قبيل هجمات سنجار
السليمانية ـ عباس كاريزي:
يثير صمت رئاسة وحكومة اقليم كردستان وامتناعها عن اصدار بيان استنكار او ادانة للهجمات والاعتداءات التركية المتكررة على اراضي الاقليم، وعدم وصفها قتلى البيشمركة الذين سقطوا في سنجار بالشهداء تساؤلات وتفسيرات مختلفة، فبينما تشير العديد من المؤشرات والمعطيات الي تعاون وتنسيق مسبق بين انقرة والحزب الديمقراطي، حمل مستشار مجلس أمن إقليم حزب العمال الكردستاني المسؤولية عن الهجوم التركي، مشيراً إلى أن (PKK) يجر تركيا الى المنطقة.
مسؤول اعلام مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في الموصل غياث السورجي قال في تصريح للصباح الجديد انه يستغرب صمت رئاسة وحكومة الاقليم، عن الهجمات التركية مستبعدا في الوقت ذاته ان تقدم الحكومة التركية على اجتياح الاراضي العراقية في قضاء سنجار لضرب مواقع وحدات حماية سنجار التي تحمل افكار وتوجهات حزب العمال الكردستاني المعارض لانقرة.
وفي معرض رده على سؤال عن نية وحدات حماية سنجار وقوات الدفاع الشعبي الانسحاب من مواقعها نزولا عند رغبة الحزب الديمقراطي وحكومة الاقليم وتركيا، اشار السورجي الى ان 95 % من عناصر تلك القوات هم ابناء المنطقة حملوا السلاح للدفاع عن مدينة سنجار بعد احلالها من قبل داعش لذا فان مطالبتهم بترك المنطقة اجراء غير دقيق وغير عملي.
الى ذلك اشارت القيادة العامة لوحدات حماية المرأة المعروفة اختصاراً (YPZ) ان الهجمات التي شنتها الطائرات التركية لم تنفذ من دون علم من قوات التحالف الدولي وبالتعاون مع الحزب الديمقراطي الكردستاني الحليف لتركيا في المنطقة.
واكدت القيادة في بيان حصلت الصباح الجديد على نسخة منه، ان الحصيلة النهائية للهجمات التركية على مقاتليهم في سنجار وعفرين كانت استشهاد 20 عنصراً واصابة 18 آخرين بجروح مختلفة، واكدت ان شركة كورك للاتصالات المملوكة للحزب الديمقراطي قامت قبل ساعة من بدء الهجمات بقطع الاتصالات عن المنطقة .
وقال زردشت سنجاري المتحدث باسم وحدات حماية سنجار ان الحزب الديمقراطي الكردستاني قدم معلومات دقيقة عن مواقع تواجد عناصر الوحدات الى الجيش التركي، الذي استهدف مقار وثكنات الوحدات ب 26 صاروخاً اطلقته الطائرات التي اغارت على المنطقة.
بدوره أعلن مستشار مجلس أمن إقليم كردستان مسرور بارزاني أن القصف التركي على جبل سنجار لم يكن متوقعاً، مطالباً بتوضيح من الجانب التركي.
بارزاني الابن قال في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، إن تركيا قصفت في السابق المناطق الحدودية لكنها المرة الأولى التي تقصف فيها هذه المنطقة، مضيفاً طالبنا تركيا بتوضيح بهذا الشأن، لكن ليس هنالك رد الى الآن، ونأمل أن يكون ما حدث واقعاً عن طريق الخطأ.
مسرور بارزاني حمل حزب العمال الكردستاني المسؤولية عن الهجوم التركي، مشيراً إلى أن حزب العمال الكردستاني يجر تركيا الى المنطقة.
وكان خمسة من قوات البيشمركة قد قتلوا جراء غارات شنتها المقاتلات الحربية التركية على جبل سنجار، امتنعت وسائل اعلام تابعة للديمقراطي عن وصفهم بالشهداء واكتفى بالقول بأن 5 من البيشمركة فقدوا ارواحهم في مؤشر على عدم اثارة حفيظة حليفتها تركيا.
بدورها ناشدت قوات سوريا الديمقراطية المجتمع الدولي بالتدخل لوضع حد للهجمات التركية، التي قالت انها تهدف لعرقلة حملة تحرير الرقة وتخفيف الضغط على داعش.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد نفت حصول تركيا على اذن من الولايات المتحدة قبيل تنفيذ الضربات الجوية في العراق وسوريا، مشيرة الى ان انقرة لم تحصل كذلك على موافقة التحالف الدولي لمحاربة داعش.
واعربت الخارجية الاميركية عن قلقها المباشر للحكومة التركية، مؤكدة أن الضربات التركية قتلت أعضاء من البيشمركة الكردية.
وفي مؤتمر صحفي اعلن المتحدث باسم الخارجية مارك تونر إن هذه الغارات الجوية لم يوافق عليها التحالف، مضيفاً أنها أدت إلى «خسائر في الأرواح لدى قواتنا الشريكة في الحرب ضد داعش».
من جهته أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مقابلة مع رويترز الثلاثاء إلى أن بلاده ستواصل عملياتها العسكرية في شمالي العراق وسوريا «حتى القضاء على آخر إرهابي» حسب ، لأن بلاده لن تسمح بتحول منطقة سنجار إلى قاعدة لمقاتلي حزب العمال الكردستاني، واكد أردوغان «إن العملية تمت بعد ابلاغ مسعود بارزاني بها.
بدوره عقب الكاتب اراس فتاح في مقال على بيان وزارة البيشمركة قائلاً « ان أي شخص يقرأ بيان وزارة البيشمركة حول القصف التركي لمدينة سنجار وكردستان سوريا يتولد لديه انطباع فوري بانه يقرأ ترجمة كردية لبيان وزارة الدفاع التركية.
وتابع فتاح ان النخب والاكاديميين الكرد تيقنوا ان فهم الحزب الديمقراطي للامن القومي الكردي، يتمثل بتحويل كردستان العراق الى امتداد لحدود الام القومي لتركيا، كما ان تركيا تتعامل ب المنطق ذاته مع كردستان العراق والحزب الديمقراطي، وهي تعد الاقليم والحزب الديمقراطي امتداداً للامن القومي لانقرة.
من جانبه تساءل الكاتب والصحفي جرجس كوليزادة في تصريح للصباح الجديد عن السبب والدوافع وراء صمت حكومة الاقليم على الاعتداءات المستمرة للحكومة التركية على حدود وقرى وقصبات الاقليم بالقصف المدفعي والجوي اضافة الى وجود اكثر من 18 معسكراً لها منتشرة بمحافظتي دهوك واربيل.
واشار كوليزادة الى ان حجة الارهاب جاهزة دائماً كدافع لقتل الكرد لدى تركيا، معرباً عن اسفه لعدم اصدار حكومة الاقليم أي بيان استنكار او ادانة للهجوم الذي ادى الى استشهاد وجروح عدد من عناصر البيشمركة في سنجار، في حين اصدرت الحكومة العراقية بيان ادانة واستنكار وتوعدت بالرد عادة الهجوم تعدياً واضحاً على سيادة البلاد.
واضاف كوليزادة ان مناطق سنجار والحسكة تعدان مناطق خلفية لوجستية لدعم القوات العراقية في تلعفر والموصل والكردية في الرقة التي تحارب تنظيم داعش الارهابي ضمن التحالف الدولي، عادًا ما تفعله تركيا مجرد استمرار لنهج عدواني بعيد عن العقل والمنطق.