أرتور شوبنهاور فيلسوف ألماني، معروف بفلسفته التشاؤمية، فما يراه بالحياة ما هو إلا شر مطلق، فقد بجل العدم وقد عرف بكتاب العالم إرادة وفكرة، أو العالم إرادة وتمثلا في بعض الترجمات الأخرى، والذي سطر فيه فلسفته المثالية التي يربط فيها العلاقة بين الإرادة والعقل فيرى أن العقل أداة بيد الإرادة وتابع لها.
ولد شوبنهاور في الثاني والعشرين من شهر شباط لسنه 1788 م درس الفلسفة بجامعة جوتنجن بين عامي 1809 و1811، ثم انتقل إلى جامعة برلين (1811 – 1813م)، حيث ختم دراسته بحصوله على الدكتوراه عن رسالته التي دونها تحت عنوان :(الأصول الربعة لمبدأ السبب الكافي) وهي رسالة في العقل وصلته بالعالم الخارجي.
توفي والدهٌ منتحراً وهو في السابعة عشرة من عمره، عاش بعد ذلك حياة شقية تعيسة بسبب خلافه مع أمه بسبب حياة التحرر من كل قيود الفضيلة التي عاشتها أمه بعد أبيه، وقد انتهى الخلاف بينهما إلى قطيعة كاملة حتى ماتت ولم يرها، وقد سبب سلوك أمه شعوراً عنده بالمقت الشديد للنساء لازمه طوال حياته، فلم يرتبط بامرأة حتى مات.
قام بالتدريس بجامعة برلين عام (1820 – 1831م) ولم يكن موفقًا ولا مقبولًا من الطلاب، وقد عزا ذلك هو إلى غيرة الأساتذة الآخرين منه، وتآمرهم ضده ولم تكن كتبه تلقى رواجًا مما سبب له إحساسًا مضاعفًا بالشقاء والتعاسة، لكن في أخر سنوات حياته، بدأت كتبه تروج والإقبال عليها يتزايد، فشعر بالسعادة والرضا.
وقد كان له بعض المال الذي ورثه عن أبيه، مكنه استغلالهِ لهذا المال من الحصول على غرفتين بأحد الفنادق المتوسطة، عاش فيها طوال الثلاثين عاماً الأخيرة من حياته، عاش هذه السنين في هاتين الحجرتين، وحيداً بلا أم ولا زوج ولا ولد ولا أسرة ولا وطن، ولا صديق، سوى كلبه الذي أطلق عليه سكان الفندق والقريبون من شوبنهاور اسم :(شوبنهاور الصغير).
إن الفيلسوف شوبنهاور يعلي من شأن الدافع الجنسي لدى الإنسان والحيوان، ويجعل منه الركيزة الأساسية التي تدور عليها حياة الفرد والجماعة، بل يجعل منه الأساس الأوحد الذي تدور عليه الحياة عند كل الكائنات، وبخاصة الإنسان، ومن ثم فإن الجنس هو مفتاح السلوك الإنساني، وعلى أساس منه يمكن تفسير كل سلوك إنساني من الألف إلى الياء.
توفي أرتور شوبنهاور في21 أيلول عام 1860عن عمر (72 سنة) في فرانكفورت نتيجة مرضه ِ بذات الرئة.
أرتور شوبنهاور
التعليقات مغلقة