وجبة ثانية تتضمن لقاحات ضد الأمراض الوبائية
بغداد – نجلاء صلاح الدين:
أعلنت وزارة الصحة وصول الوجبة الثانية من الأدوية واللقاحات ضد شلل الأطفال والحصبة إلى إقليم كردستان وبالتعاون مع الصليب الأحمر، وبأعداد هائلة تغطي العوائل النازحة من محافظة الموصل وصلاح الدين وديالى، وفي المقابل أكدت لجنة حقوق الإنسان النيابة على ضرورة توفير جميع مستلزمات الصحية من قبل الحكومة المركزية الى النازحين.
وقال الناطق الإعلامي في وزارة الصحة الدكتور عبد الغني سعدون الى «الصباح الجديد»، «وصول الوجبة الثانية من الادوية عن طريق طائرات (هيلوكوبتر)، إلى اقليم كردستان، تتضمن كميات هائلة من الأدوية وحملات تحصين الى الاطفال من شلل الاطفال والحصبة «.
وتابع سعدون «لابد من التوعية الصحية للمواطن لتجنب مرض الكوليرا، وتوفير حبوب التعقيم في مياه الشرب والاهتمام الكبير بالماء».
ونفى سعدون «انتشار مرض (الكوليرا )، بين النازحين ولابد من حملات ودورات توعية لمنع تناقلها «.
ويعاني العديد من الوافدين من إصابات أو أمراض مزمنة، وقد أفادت مصادر في مستشفى الولادة في أربيل الأسبوع الماضي أن عدد حالات الولادة القيصرية ارتفع من ما بين 8 و 10 في اليوم الواحد إلى أكثر من 20.
وبينما يؤثر تصاعد أعداد المرضى سلباً على مخزون الأدوية في إقليم كردستان، حدثت تأخيرات كبيرة في ايصال الإمدادات من العاصمة بغداد، حيث يتم شراء جميع الأدوية في البلاد مركزياً من قبل الحكومة الاتحادية العراقية.
ومن جهتها اكدت لجنة حقوق الانسان النيابية على الحكومة المركزية توفير الادوية الى النازحين الذين يسكنون اقليم كردستان وبأعداد هائلة فائق الرقم القياسي»، منوها الى «عدم تعاون المركز مع حكومة الاقليم بهذا الشأن، وفي الوقت ذاته طالبة حكومة كردستان منظمات دولية لمساعدة النازحين التي تتسبب في كارثة انسانية كبيرة اذا لم يعالج الموقف بشكل سريع.
وقالت عضو لجنة حقوق الانسان النيابية اشواق الجاف الى «الصباح الجديد»، هناك حاجة ضرورية لتوفير الادوية، مبينة الى «وصول امدادات وفيرة تصل من بغداد ولكن المشكلة تكمن في احضارها الى كردستان لان المتمردين يقطعون الطرق، مما اضطره المركز بأرسالها عبر طائرات حربية».
ومضت بالقول «على الرغم من اتخاذ خطوات لاحتواء الوضع، فإن هناك حاجة ماسة إلى أموال وقدرات بشرية إضافية.
وتوقعت الجاف «من وصول اعداد اضافية اخرى من النازحين الى اقليم كردستان مما يؤدي الى ضغط على نظامها الصحي، وتخشى أنها لن تكون قادرة على مواجهة هذا الوضع بمفردها, كما لا توجد أيدي عاملة كافية لتقديم الخدمات المطلوبة، ولدينا أيضاً عمال صحيون نازحون جراء العنف».
وقد أرسلت منظمة الصحة العالمية 20 طناً من الأدوية وغيرها من اللوازم جواً من دبي، ورتبت الأسبوع الماضي لاستخدام طائرة عسكرية لنقل 15 طناً من الأدوية من بغداد إلى أربيل.
وأوضح مسؤول التنسيق والاتصال بالنازحين داخلياً ورئيس العمليات الطبية والخدمات المتخصصة في إدارة الصحة التابعة لحكومة إقليم كردستان، أن «هناك حرباً تدور رحاها على حدودنا ويأتي الكثير من الجرحى إلى أربيل للحصول على خدمات طبية طارئة»، كما افاد «هذا حمل ثقيل وجديد على مستشفياتنا ونحن بحاجة للدعم، سواء بالموظفين أو الأدوية»، واشار الى ان حكومة إقليم كردستان طلبت من الأمم المتحدة توفير المسعفين والأطباء والإمدادات الطبية على نحو عاجل.
وأعرب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملاد ينوف، عن بالغ قلقه إزاء البعد الطائفي المتصاعد للقتال في العراق الى جانب التقارير المستمرة في الورود والتي تفيد بأن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وجماعات مسلحة اخرى تنفذ أعمال قتل بحق أفراد من المجتمعات الدينية والعرقية بما في ذلك المسلمين الشيعة والشبك والايزيديين والمسيحيين والتركمان.
ونقل بيان للبعثة الأممية عن ملاد ينوف قوله «إن مكتب حقوق الإنسان التابع للبعثة يرصد كل أطراف الصراع وقد تحقق من حوادث نفذت فيها داعش اعدامات جماعية واعمال خطف لا شخاص من تلك المجتمعات الدينية والعرقية»، مضيفا «الآلاف الآن من أبناء هذه الجماعات من محافظة نينوى بما في ذلك مناطق قراقوش وتلعفر وقرة تبه والحمدانية يفرون من ديارهم حيث يتملكهم الخوف، ومما يبعث على القلق أيضا التقارير الواردة بشأن الأعمال الانتقامية والاضطهاد ضد المسلمين السنة من قبل بعض افراد القوات الأمنية والمليشيات».
وأضاف أنه «يتعين على جماعات المعارضة المسلحة وقوات الأمن العراقية وقوات البشمركة الالتزام بالقانون الدولي لحماية المدنيين»، مردفا «ويتوجب على الحكومة العراقية أن تتأكد من التزامها بحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني في مسار عملياتها الرامية إلى محاربة الإرهاب، كما يجب ان يتوقف فورا استهداف كافة الأطراف للمدنيين كما ينبغي اتخاذ اجراءات عاجلة لضمان حماية كل العراقيين من العنف بما في ذلك المجتمعات الدينية والعرقية والجماعات الأخرى المعرضة للخطر».
وتم نشر فريق من خبراء منظمة الصحة العالمية من المركز الدولي لبحوث أمراض الإسهال في بنجلاديش (ICDDR-B) في العراق لتحليل احتمال تفشي وباء الكوليرا وغيرها من الأمراض المعدية.