أكرم العبيدي*
لماذا نشك ببعضنا ولماذا علينا ان نفعل ذلك , وهل فقدان الثقة بيننا وليد مصادفة ام هو تأسيس مقصود على وفق رؤى اشتغل عليها البعض وخاصة من سياسيي المصادفة , هل ما نعيشه اليوم هو واقع حال اسمه العراق ام انه لحظة انكسار أمام أجندات وضعت نفسها في طريقنا ووجدت حاضنات ومقبولية عند شرائح معينة في المجتمع تضامنت مع الشك وغذته بأفكارها التي حملتها في المضمر من عقولها الفاسدة والحاقدة والتي لا تؤمن إلا بذاتها ولا غير.وإذا كان الشك قد اصبح جزءا من سياقات حياتنا لماذا لا نشك في نوايا الآخر الذي يشتغل وسطنا ويتحرك بمنتهى الحرية داخل مدننا التي استباحها القتلة ومن يدعمهم إعلاميا في تلك المرحلة .
لماذا هذا الصمت من قبل الجهات المعنية بالأمر لا تتابع هؤلاء الاعلاميين الذين يعملون على وفق عقلية مدفوعة الثمن لا عقلية مهنية تتبع اشتراطات مهنة الإعلام .ووترغيت هو سم لأكبر فضيحة سياسية في تاريخ أميريكا. كان عام 1968 .
فضيحة سياسية اكتشفها الاعلام ..اما ما أريد التحدث عن هو فضيحة إعلامية وشكوك راودتني كمتلقٍ يومي للأخبار وخاصة من محطة عالمية عريقة لها تاريخ طويل في تلك المهنة وربما اول درس تعلمته في تلك المهنة هو من تلك الإذاعة التي كنا نسمعها بشغف إذاعة ال BBC .. الفضيحة التي أريد ان أشير لها رائحتها نتئة وربما يمكن ان يكتشفها أي متلقٍ حتى وان لم يكن مختصاً في الإعلام او حتى غير مهتمٍ بما يجري في أروقة وسائل الإعلام.
في ليلة يوم الاربعاء 18 حزيران كنت أتابع نشرة أخبار ال BBC عربي وفي تقرير عن العراق والأحداث الأمنية التي تحدث الان في شماله .. مراسل القناة يقدم تقريراً عن أوضاع النازحين من مدينة الموصل بسبب احتلال داعش لتلك المدينة ومدن اخرى .. المراسل يركز على قضية واحدة في الأمر سخط الناس من الحكومة كيف يظهر مواطنون لاعلاقة لهم بداعش كل همهم الحديث عن الحكومة بعدها يتحدث عن رجل من كربلاء وزوجته الموصلية التي تخرج لتقول بالنص ( داعش لم تفعل شيئاً نحن خرجنا من قصف الطائرات الحكومية .. زوجها يكمل داعش لايوجد داعش في الموصل من يقول ان هناك داعش في الموصل ).
الزوجه كهيئة لاتشبه نهائيا نساء نينوى ابداً لافي تقاسيم وجهها الذي غطته بنقاب لم يظهر منه سوى الأنف والعيون ويمكن لأي موصلي منصف ان يرى تقرير ذلك الصحفي ليعرف مقدار الكذب وأيضا سيشم رائحة الدولارات تفوح من بين أصابع هذا المراسل الذي يتحرك بحرية تامة داخل بلدنا من دون رادع.
ان ما تفعله هذه القناة اليوم وغيرها من القنوات العربية والعراقية المرتبطة بالسعودية وقطر فعل قذر بعيد عن كل معايير الموضوعية والامانة التي يجب ان يحملها اي صحفي في عمله والا كيف يمكن لصحفي يعمل في مؤسسة محترمة في نظرنا حتى وقت قريب ان لا يكون موضوعياً ولا اميناً في نقل الحقيقة التي بات يعرفها القريب والبعيد. لقد اعترفت اميريكا بخطر داعش في المنطقة كما عدٌها رئيس وزراء بريطانيا خطراً على العالم وعلى بريطانيا في التحديد والسؤال لماذا يسهم صحفي يعمل في مؤسسة بريطانية في الترويج لكذبة أطلقها القتلة والحاقدون على العراق والعملية السياسية فيه العراق .. الكل يعرف ان داعش هي التي تحتل مدينتنا العزيزة الموصل وبقية المدن التي تم استباحتها من قبل هذا التنظيم الذي تخرج من بوكا بأمتياز حسب اخر تصريح لوزير الدفاع العراقي وكالة السيد سعدون الدليمي.
اذن ماوراء كل التقارير التي تنشرها وتبثها ال BBC هل تسهم هذه المؤسسة بالترويج للارهاب ومن يقف وراء هذا الفكر المتطرف وهل لها يد في المؤامرة التي حيكت ضد العراق خارج الحدود أسئلة يجب ان تجيب عنها تلك المؤسسة التي نشرت أخيراً مقالة للكاتب فواز جرجس الذي يشغل مقعد الإمارات في مركز دراسات الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية هذا المقال ركز على قضية واحدة هي تقسيم العراق على وفق عقلية داعش التي نسمعها يوميا منذ أحداث الموصل كذلك ركز على انهيار الجيش والدولة العراقية.
أسئلة نتركها لمؤسسة ال BBC والقائمين عليها لماذا تعتمدون على أناس طائفيين بالعمل لديكم هل قبضتم الثمن
* كاتب عراقي