محمد علي محيي الدين
ولد الناقد باقر جاسم محمد حمادي بقلي في مدينة الحلة بتاريخ1-7-1951 وبعد اجتيازه الدراسة الاعدادية التحق بكلية الآداب- جامعة بغداد – قسم اللغة الانكليزية وتخرج فيها عام 1976، وعين مدرساً وبعدها حصل على درجة الماجستير في علم اللغة التطبيقي، وكان تخصصه الدقيق في الأسلوبية اللسانية، من قسم اللغة الإنجليزية في كلية التربية–ابن رشد- جامعة بغداد في العام 1998، وكانت أطروحته بعنوان “روابط التماسك النصي بوصفها معالم أسلوبية في القصة القصيرة”.
– عمل مدرساً للغة الإنجليزية في المدارس الثانوية العراقية، ثم اختير مشرفاً اختصاصياً في اللغة الإنجليزية في التعليم الثانوي، ثم انتدب للتدريس في قسم اللغة الإنجليزية في كلية الآداب- جامعة ناصر في ليبيا للفترة وقد قام بتدريس مادتي اللسانيات العامة والترجمة النظرية، ثم رئيساً لقسم اللغة الانكليزية، ومدرساً للغة الإنجليزية في كلية إعداد المعلمين، وقام بتدريس النحو الإنجليزي وطرق التدريس للمرحلة الثالثة، والصوتيات، ثم رئيساً لقسم اللغة الإنجليزية في كلية إعداد المعلمين، وبعد عودته للعراق عمل تدريسياً في كلية الآداب – جامعة بابل منذ 2-8-2006 إلى حين انتقاله إلى كلية التربية الأساسية 1-10-2014. ثم عمل معاوناً للشؤون الإدارية والمالية في كلية الآداب – جامعة بابل، ورئيساً لقسم اللغة الإنجليزية في كلية التربية الأساسية حتى احالته على التقاعد.
بدأ نشر نتاجه الأدبي في الشعر والقصة منذ العام 1969، وفي حقلي النقد الأدبي والترجمة منذ العام 1971، ونشرت أعماله في الدوريات الأدبية المتخصصة مثل مجلات “الأقلام” و”الثقافة الأجنبية” و”الأديب المعاصر” و”آفاق عربية” و”العميد” العراقية، ومجلات “الآداب” اللبنانية، و”الكلمة” اللندنية، و”عالم الفكر” الكويتية و”علامات” المغربية، و”اللسان العربي” التي تصدر عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، و”غيمان” اليمنية، و”الفصول الأربعة” الليبية، فضلا ً عن عشرات المقالات والدراسات المنشورة في الصفحات الثقافية في الصحف العربية، وعين رئيسا لتحرير مجلة الثقافة الأجنبية حتى رحيله.
– عضو اتحاد أدباء وكتاب بابل-عضو اتحاد الأدباء العرب- عضو هيئة تحرير مجلة (رؤيا) وهي مجلة تعنى بالحداثة في الأدب والحياة وتصدر في النجف الأشرف- رئيس تحرير مجلة الثقافة الأجنبية التي تصدر عن وزارة الثقافة العراقية.
وقد أصدر مجموعة شعرية، وترجم ثلاثة الكتب، وأربعة كتب نقدية، ومجموعة قصصية واحدة، اضافة لدراسات ومقالات نقدية نشرت في الصحف والمجلات العراقية والعربية.
– شارك في الندوات الفكرية والأدبية المتخصصة في العراق والبلدان العربية الأخرى. وفي الحلقات الدراسية في مهرجان المربد، وفي مؤتمر الأدباء العرب السادس عشر الذي انعقد في طرابلس الغرب عام1988 وشارك في الندوات النقدية التخصصية التي عقدتها الجامعات العراقية مثل بغداد وبابل والمستنصرية والموصل والبصرة وديالى، وفي أعمال المؤتمر العلمي السابع (اللغة العربية: الماضي المحمود والمستقبل المنشود) المنعقد في كلية الآداب في جامعة الزرقاء في الأردن 2010، وشارك في أعمال المؤتمر العلمي (قضايا المنهج في اللغة والأدب) المنعقد في كلية الآداب في فاس – المغرب2011، والمؤتمر العلمي (نقد الأنساق الثقافية ودراسات ما بعد الاستعمار) المنعقد في الكلية المتعددة الاختصاصات في الرشيدية – المغرب2011.
ودرست آراؤه النقدية في عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه التي نوقشت في بعض الجامعات العراقية والعربية، واختارته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مبدعا ً في مجالات الشعر والقصة والترجمة في العام 2007، وذلك بموجب كتاب وزارة التعليم العالي- دائرة البحث والتطوير- قسم رعاية العلماء والمبدعين ذي العدد 2205 في 19-4-2007.
وفاز بالجائزة الأولى لاتحاد الأدباء والكتاب في بابل في حقل النقد الأبي في عام2009، وجائزة الدولة الأولى في حقل النقد الأدبي للعام 2010، وهي الجائزة التي تشرف على منحها وزارة الثقافة في العراق.
توفي في 14 أيار 2023 بعد صراع مع المرض، واقيم له حفل تأبيني شارك فيه عدد من الشعراء والكتاب الذين زاملوه في مشواره الثقافي.
يعد باقر جاسم محمد واحداً من أبرز النقاد في المشهد الثقافي العراقي المعاصر. تميز بمساهماته الغنية في النقد الأدبي والفكري، حيث جمع بين التحليل العميق والرؤية الفكرية الواسعة، مما جعله شخصية بارزة في الساحة الأدبية.
ولقد تميزت كتابات باقر جاسم محمد بالعمق والتحليل الدقيق، حيث تناول في كتاباته قضايا مختلفة تتعلق بالأدب العربي والحداثة والتقليد، وبرع في تحليل النصوص الأدبية بطرق مبتكرة، معتمداً على أدوات نقدية متنوعة تجمع بين المناهج التقليدية والمناهج الحديثة مثل البنيوية، والتفكيكية، والتأويلية. وقد اتسم أسلوبه بالتوازن بين التحليل الموضوعي والرؤية الشخصية، حيث كان يحرص على تقديم قراءات تتيح للقارئ فرصة التفكير وإعادة النظر في النصوص، وقد تميزت كتاباته بلغة واضحة وسلسة، مما جعلها في متناول شريحة واسعة من القراء.
كما اعتمد في مقارباته النقدية على الربط بين الأدب والواقع الاجتماعي، مؤمناً بأن الأدب ليس منفصلاً عن بيئته، بل يعكس تطلعات المجتمع وقضاياه. وقد استفاد من هذا المنهج في تحليل أعمال أدبية عراقية وعربية، مما جعله يقدم رؤى نقدية جديدة.
وله نشاطه المميز في المشهد الثقافي العراقي، حيث شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات الأدبية، وساهم في تنظيم ورش عمل لتدريب الشباب على مهارات النقد الأدبي، وعمل أيضاً في الصحافة الثقافية، حيث كتب مقالات نقدية أثرت النقاش الثقافي في العراق، وعلى الرغم من التحديات التي واجهها بسبب الظروف السياسية والاجتماعية في العراق، ظل متمسكاً بدوره كمثقف وناقد يسعى إلى تطوير الفكر الأدبي والنقدي في بلده.
لذلك لا يمكن إنكار التأثير الكبير الذي تركه في النقد الأدبي العراقي. فقد نجح في تقديم نموذج للنقد الذي يجمع بين الجدية الأكاديمية والانفتاح على القراءات الجديدة، وهو يمثل علامة فارقة في النقد الأدبي العراقي، إذ استطاع أن يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وأن يقدم رؤى نقدية عميقة ساهمت في تعزيز دور النقد في الثقافة العربية.
_________________________
المصادر
-حميد المطبعي-موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين-ج3-1998.
-د. صباح نوري المرزوك-موسوعة أعلام الحلة- ج1 – 2001.
– محمد علي محيي الدين- اتحاد أدباء وكتاب بابل، نشأته وأعضاؤه- منشورات دار العطار- النجف-2024.