­

لقاء ترامب وزيلينسكي.. تداعيات مستمرة

سلام مكي

رغم مضيء عدة أيام على اللقاء الاستثنائي وغير المسبوق بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني زيلينسكي في البيت الأبيض، حيث جرت مشادة بين الطرفين، انتهت بطرد الضيف، إلا أن تداعياتها لازالت مستمرة لغاية اليوم، ولازالت حديث وسائل الاعلام العالمية، لكون أن ما شهده العالم، حدث لم يكن مألوفا بالنسبة للكثيرين، ويعبر عن الوجه الحقيقي لأمريكا في عهد ترامب، الذي يسعى لإعطاء صورة مغايرة تماما عن السياسات التي كان يتبعها الرؤساء السابقون. ترامب، كان قد وعد ناخبيه والعالم بأنه سوف ينهي الحرب الروسية/ الأوكرانية، وأنه لو كان على دفة الحكم وقتها، لم يكن ليسمح باندلاع الحرب.

اليوم نسمع عبر وسائل الاعلام خبرا مهما للغاية، أعلن عنه ترامب، حيث أعلن أنه استقبل رسالة من كييف، تتضمن استعدادها لتوقيع معاهدة المعادن والأمن، والسعي الجاد لإنهاء الحرب مع روسيا عبر التفاوض مع الرئيس بوتين. لكن الأمر الذي لم تستطع وسائل الاعلام لحد الآن تفسيره هو أن كييف نفت تلك الرسالة! لكن يبدو أن ما أعلنه ترامب، يعد جس نبض للبدء بمرحلة جديدة من العلاقات التي لا يمكن لكييف الاستغناء عنها أبدا، في ظل حربها المستمرة مع روسيا. كييف تسعى بكل ما تملك لإعادة المياه الى مجاريها، وإزالة التوتر الذي تسبب به رئيسها أثناء زيارته البيت الأبيض، مع الموافقة على كافة شروط ترامب التي وضعها مقابل إعادة العلاقات بين الطرفين كالسابق، ومن أهم تلك الشروط كما هو معلوم للجميع، هو إطلاق يد واشنطن في ثروات كييف الكبيرة. لعل المسبب الأكبر للتوتر الحالي بين الطرفين، يعود الى سياسة الرئيس السابق بايدن، الذي كان سخيا بما يتنافى مع سياسة ترامب القائمة على الأخذ والعطاء. بايدن، منح كييف مليارات الدولارات من الأموال والأسلحة المختلفة والتي مكنتها من الصمود بوجه موسكو طوال السنين السابقة. ترامب بوصفه رجل أعمال، ويعمل وفق مبدأ الربح والخسارة، فإنه يريد مقابل الأموال التي حصلت عليها كييف، وما ستحصل عليه لاحقا مقابلا، ولأن كييف لا تملك الأموال، فإن ترامب قرر الحصول على ثوراتها المعدنية لسنين طويلة، مقابل أمواله.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة

Close