حلم سريالي

مريم نزار الديراني
كانت زهرة ضخمة، جميلة تبعث شعور الحياة المليئة بالألوان المفرحة والأمل، كانت مبهرة كما الشمس حينما تشرق لتبشرنا بالضوء بعد العتمة. كان الناس يتسلقون هذه الزهرة، يتسلقون ويتسابقون وكأن الزهرة حقيقة مطلقة لا شك فيها. لم يستطيعوا النظر إلى الأسفل خوفا من الوقوع، هم يستطيعون البدء مجددا لو سقطوا كما فعل سيزيف، ولكن ما ينتظرهم في الأسفل ليس الفشل الذي يعده العبث، بل أفعى حضرت لهم سمها، وهذا أقسى عليهم من التكرار. الساعة الآن الثانية عشرة ظهرا، وها أنا قد استيقظت من نومي الطويل والعميق، إلا أني لم أجد الأفعى ولا الزهرة ولا بشر يتسابقون من حولها، فسألت ذاتي أين هم؟ فلا شيء في غرفتي سوى أنا وممتلكاتي الشخصية ومعي أفكاري. بعد برهة صمت قصير، حاولت أن أتنشط لمغادرة السرير، قلت في سري ربما لأن الحياة مسرح كبير وأنا الآن في المشهد التالي، فالأفكار تعاد إلا أن القصة تتغير.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة