حاوره: سمير خليل
منذ أن غادر الفنان ستار الساعدي العراق عام 1995 وحط الرحال في هولندا، بدأ اسمه يتردد في المحيط الموسيقي الهولندي والأوروبي، هو متخصص بالآلات الايقاعية، إضافة الى انه يعزف على آلتي الناي والعود باجتهاد شخصي، كذلك عمل ك”صوليست” ضمن فرق أوروبية متعددة، على سبيل المثال فرقة “شيربا تيسبس” الهولندية التي تعنى بموسيقى الجاز، وفرقة “ليالي” النرويجية التي تضم عازف الناي والبيانو شقيقه المغترب أيضا صفاء الساعدي، إضافة الى أكثر من 20 عازفا وعازفة من شتى دول العالم، وفرقة “لايدنو” مع عازفة البيانو الهولندية كارولين ديفيلية، وفرقتي “الاندلس” و”الأخوين” التي أسسها الساعدي مع شقيقه صفاء.
أول فنان وعازف إيقاع يدخل الايقاعات وآلة الناي مع السمفونية الألمانية بقيادة الفنانة المايسترو لورا سالك في مدينة جريفي الالمانية.
الجوائز التي حصل عليها الساعدي كانت خير مكافأة لإبداعه وجهده مثل فوزه بالجائزة الاولى في مهرجان “فيلم الجبال العالمي” بموسيقاه عن فيلمي ” تيمبا تيمبا شيريا” و” صلاة” للمخرجة الهولندية مارغريت يانست، اللذين عرضا على شاشات أوربية وأمريكية. كذلك شارك بموسيقى مقام عراقي في مهرجان “الفلاندرن” في فرنسا وبلجيكا، ومهرجان الموسيقى القديمة في أوتريخت الهولندية، بالإضافة لجوائز ومشاركات عديدة.
يعطي دروسا موسيقية في “كونسرفاتوار” وجامعة أمستردام، وورش عمل في عدد من دول أوروبا كالدنمارك، وفرنسا، والسويد، واسبانيا، والبرتغال، وفنلندا، والسويد، والنرويج، وغيرها، إضافة الى كونه مدرس فن في المدارس الهولندية.
ستار الساعدي الذي يقدم وجه بلاده في موسيقاه، شارك مؤخرا في مهرجان ” هاوخينس فيستفال العالمي” في مدينة فوربوخ الهولندية وللعام الثالث على التوالي وبنجاح كبير، حيث تألقت فرقة الأخوين ستار وصفاء الساعدي مع نخبة من أفضل العازفين في أوروبا والشرق الاوسط، كالفنانة المبدعة كريستين خوري على آلة القانون، والفنان الرائع على آلة الكمـــان أحمد رشيد، وعلى آلة الاورينتال كيبورد والناي صفاء الساعدي، مع صاحب الصوت العذب والشجي الفنان الكبير شاكر زويد، وبحضور نخبة من السفراء العرب والاجانب والجالية العراقية والعربية وجمهور أوروبي غفير.
عن انطباعاته عن الوسط الفني العراقي اليوم وهل هو بخير وماذا يحتاج، يقول:
الفن والعراق توأمان، يمرضان ولكن لا يموتان. هبوط الوعي وقلة الفنان القارئ والمطلع والمثقف للأسف، لا يلازم المرحلة الحالية، بالرغم من وجود محاولات من هنا وهناك، إلا أنها لا تكفي للارتقاء بما يحمل العراق من إرث موسيقي وفني وغنائي، ويكاد ما أقوله ينطبق على جميع أنواع الفنون. للأسف، الفنون والثقافة بكل أصنافها والتعليم بجميع مراحله هو هوية أي بلد في بقاع الأرض، وهو المسؤولية الكبرى التي تقع على عاتق كل من يضع العراق وشعبه مصاف قلبه وضميره في الدرجة الأولى”.
*وما الذي تتمناه على الصعيد الشخصي والعام؟
أولا: على الصعيد الشخصي أتمنى للعراق ولشعبنا الغالي الذي يستحق الأفضل، أن يكون مزارا للعلم والثقافة والوعي والزراعة والصناعة والتطور، لأننا نمتلك كل المقومات التي تؤهلنا لذلك، فقط وقبل كل شيء أن نضع الشخصية المناسبة في المكان المناسب، ولمن يضع ضميره وشرفه بالقيام بعمله دون اللجوء الى المحسوبيات على حساب أمور كثيرة. وعلى الصعيد العام أتمنى أن يسود الأمن والأمان والسعادة كل أرجاء المعمورة، ولكل شعوب الارض أن تنعم بالطمأنينة على أساس الحب تحت مظلة الاحترام المتبادل والسلام الدائم، وهجر كل أنواع التفرقة العنصرية والأثنية والدينية، مكللة بالضمان الاجتماعي والصحي والاقتصادي وحقوق العيش بكل كرامة، تحت خيمة المساواة والعدالة، فالأرض واحدة والسماء واحدة والقمر واحد والشمس واحدة وكلنا نستنشق نفس الهواء وكلنا نملك قلبا واحدا فلندعه ينبض بحب الناس والخير”.
في غربته في هولندا، يقضي ستار وقته في القراءة والعمل والتدريس في الكونسيرفتوار وجامعة أمستردام والمدارس الهولندية، وإعطاء ورشات العمل الموسيقية والإيقاعية في مختلف دول أوروبا باللغة الانكليزية، كما يمارس الرياضة بشكل عام وهواية ركوب الدراجة الهوائية والسياقة لمسافات طويلة وتطوير الذات من خلال التمرين والعزف مع جميع أنواع الفرق بمختلف ألوان الموسيقى والمسرح والغناء.