متابعة ــ الصباح الجديد:
وسط تصاعد التوترات في المنطقة، حذر مراقبون من أن تعرض إمدادات النفط العالمية لأي اضطراب قد يتسبب في تبعات اقتصادية جسيمة.
ومع ازدياد المخاوف من تأثير هذه التوترات على الأسواق العالمية، تثار تساؤلات حول مدى تأثر الاقتصاد العراقي، الذي يعتمد على نحو شبه كامل على عائدات النفط، بهذه التداعيات المحتملة.
ويعد النفط شريان الحياة للاقتصاد العراقي، وأي تعطيل في تدفقه قد يترك أثراً كبيراً على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.
وحذر المختص في الشأن الاقتصادين دريد العنزي، من أخطار حرب الطاقة التي قد تؤدي إن “وقعت إلى تداعيات تصيب العالم بالكامل”، مشيرًا إلى أن “هذه الحرب لن تكون محدودة بتصريحات شخصية أو حتى دولة معينة، بل أكبر من ذلك بكثير”.
وأضاف، أن “حرب الطاقة المقصودة تعني إيقاف كل طرق وصول إمدادات النفط العالمية، ومن ثم دخول العالم في حالة شلل كاملة، خاصة أن هذه الحرب ستكون مفاجئة، ولن يكون ثمة وقت للتحضير”.
وأكمل أنه “مهما كان حجم المخزون الإستراتيجي للدول، فإنه سينتهي خلال شهر أو شهرين، وذلك يعني أن العالم سيدخل في حالة أزمة طاقة غير مسبوقة”.
وعد العنزي أن “العراق سيكون من أكثر الدول تضررًا، فهو يعتمد اعتمادا كبيرا على تصدير النفط واستيراد المواد الغذائية، ولذا فإن العراقيين سيواجهون مجاعة حادة”، منبها إلى “احتمال انتشار الأضرار إلى دول الجوار مثل سوريا ولبنان والأردن، وحتى بقية دول المنطقة، نظرًا لانقطاع الإمدادات وعدم القدرة على الإنتاج الكافي لتغطية الحاجات”.
وبحسب العنزي، فأن “حرب الطاقة ستختلف عن أي حرب سابقة، ومن المتوقع أن تشمل 80% من سكان العالم، وأن تؤدي إلى توقف كل خطوط النقل، سواء كانت برية أو جوية أو بحرية، بسبب نقص الطاقة”.
وبين أنه “ستكون لهذا التوقف تداعيات خطيرة على الاقتصاد العالمي، إذ سيعود العالم إلى ظروف أقسى من تلك التي شهدها خلال جائحة كورونا”.
واستبعد العنزي أن “يكفي المخزون الإستراتيجي من المواد الغذائية مع تعرض الدول لأزمات غذائية حادة، بسبب انقطاع طرق النقل وعدم وصول المواد الإضافية، مشيرا إلى أن لهذه الأزمة تداعيات على العمليات الاقتصادية العالمية بوجهٍ عام تجعل العملية أكبر من تأثر دولة معينة على حدة”.
من جهته أكد رئيس مركز الرفد للدراسات والشخصية المقربة من فصائل المقاومة العراقية، عباس الجبوري، أن “الحرب الحالية التي يقودها محور المقاومة بمشاركة العراق محصورة في لبنان وسوريا وفلسطين، وقد تكون بعيدة نوعا ما عن الأرض العراقية”.
وأردف، أن “الاقتصاد لا علاقة له بهذه الحرب، وأن المقاومة لديها العديد من الأوراق التي لم تستخدمها حتى الآن”.
وقال الجبوري أن “المقاومة لديها أسلحة متطورة جدا، وفي المدة الأخيرة حصلت على طائرات مسيرة وصواريخ باليستية تتمتع بالقدرة على الوصول إلى أهدافها من دون التأثر بمنظومة القبة الحديدية الإسرائيلية أو باقي أنواع الدفاعات الجوية، بالإضافة إلى القدرة على الوصول إلى مفاعل ديمونة، ثم إنَّ لديها خرائط شاملة لجميع المواقع الحساسة داخل إسرائيل”.
وتابع أن “الفصائل لديها أهداف أولها الدفاع عن فلسطين ولبنان، وفي حال ضربت الاحتلال الإسرائيلي فلن يتأثر الاقتصاد العراقي، ولن تتأثر الطاقة”.