عبد الله الحامدي
وحيدٌ
أغلقُ بابي على آخرِ ظلٍّ
يعودُ إليّ
أزيحُ الغيومَ النديَّة عن وجهي
أتيتُ لأصمتَ
وكذلك الأشياءْ
لا تعرفينْ
الأمطارُ همستْ لكِ
في الربيعِ الفائتِ
العصافيرُ غيَّرتْ أعشاشَها
إلى حوافِّ السقفِ الذي تنامينَ تحتَه
أحلامي هي من ناداكِ
بيدَ أنَّكِ تعرفينْ
في أوَّلِ الليلِ مثل الأنهارِ المتوحشةِ
والسنينْ
أنَّكِ إرادةُ الأصابعِ
وهي تُخفي سردَها الأبديَّ لاسمكِ
وهي تحكي صفاتِ زنابقَ
التصقتْ بالصخورِ
وتمرُّ في مجالها كواكبٌ مضيئةٌ
المدن تعودُ إلى ضوضائِها
الصحارى تعودُ إلى سماواتِها
الأنهارُ تعودُ إلى حشائشِها
الأشجارُ تعودُ إلى أولادِها الأشقياءْ
هل تعودينْ؟
الجبالُ القديمةُ ترتفعُ
وتعودُ
النساءُ يُقدِّمن الأضاحي بشالاتِهن
الأولادُ يجمعونَ الحطبَ والأزهارَ
الفراشاتُ تطاردُ الفتياتِ الجميلاتِ
عازفُ البُزقِ يتقيَّلُ فوقَ الحجرِ
عجوزٌ تتوضَّأ بإبريق النحاسِ
الرجالُ يعودونَ من الحروبِ
والأكاذيب
الغيمةُ تلو الغيمةِ
الليلُ والنهارُ
كلُّ الوجوهِ
ومَا مِن وجهكِ!