فرَّوا من النُقادِ والنقدِ
فرارَهَمْ مِن صولةِ الأُسدِ
وما دَرَوْا أنَّ فَلاحَ الفتى
قبولهُ الصائبَ والمُجدي
وقد ترى رأياً ولكنّه
لابُدَّ أنْ يُعقبَ بالرَدِّ
ومرحبا بالنقِد انْ لم يَكُنْ
قد شابَهُ شيءٌ مِنَ الحِقْدِ
هناك مَنْ فَرُّ مِن النقد والنُقاد فرارَهُ من صولة الأسد …
وربما اعتبر الاشارة الى اخطائه وكشفها للملأ ضرباً من الهزيمة الموجعة، بينما القضية طبيعية للغاية، فالمرء يُخطئ ويُصيب ، وسيدُ الحلول إنْ أخطأَ رجوعه الى الصواب من دون إصرار ولا عناد .
لقد كتبنا مقالة عنوانها :
( مرحباً بالنقد الموضوعي )
وحين قرأها الأخ العزيز الأديب الخطيب الناهض الشيخ ماجد الصيمري – حفظه الله – بعث لنا بقصيدة عنوانها :
قول على قول
ونحن اذ ننشر قصيدته المرسلة الينا، نبعث اليه بالشكر الجزيل والثناء الجميل ونُحييه على روحه الوثابة، وتفاعله الحار مع القضايا المطروحة في ميدان الفكر والثقافة والادب، وندعوه سبحانه ان يُسبغ عليه كلُّ ألوان التوفيق ليوافينا برقيق نفحاتِه وجميل أبياتِه .
قولٌ على قول :
تأييداً للسيد الصدر في دعوته للنقدالموضوعي :
إليك ربَّ الفضل والمجدِ
نفرُّ من ذا المرض المُعدي
من اعتقادٍ أنَّنا فوقَ أن
تنالَنا الألسُنُ بالنَّقد
إليكَ ياربِّ ويا هولَ ما
نلقاهُ من إحساسنا المُردي
فبعضنا نصفُ إلهٍ وبعضٌ
كإلهٍ صمدٍ فردِ
يُريدُ أن يُلجِمَ مَن في الكرى
يُضمِرُ قولَ الحقِّ أو يُبدي
فهو عن الأخطاء في معزَلٍ
وسهوُهُ في غاية البُعدِ
وهو بما يظنُّه صار كالـ
جاهلِ بالجهلِ وبالقصـدِ
وهو كما المجنونِ من عُجبهِ
بالنَّــــفسِ لا یُهدى ولا يَهدي
وكِلْمةُ الحقِّ جهادٌ إذا
قيلت بلا شرط ولا قيدِ
ياريـشةَ الناقدِ لا تــحذري
أن تجعلي الطينةَ في الخدِّ
حسين الصدر