فرّوا من الموت في جنح الظلام
متابعة ـ الصباح الجديد:
روى تلاميذ نيجيريون لوكالة رويترز كيف تمكنوا من الفرار من أيدي مسلحين اقتحموا مدرستهم الجمعة الماضي، واختطفوا أكثر من 300 طالب من مدرستهم في شمال غرب نيجيريا.
أسامة أمينو، واحد من المحظوظين، تمكن من الفرار بأعجوبة على وفق روايته التي قال فيها «عندما قررت الركض، أحضروا سكينًا ليذبحوني لكنني هربت بسرعة».
هروب محفوف بالمخاطر
أسامة كان يروي ما حدث له، وهو جالس على حصيرة ويتحدث بهدوء، وصوت خافت، واصفا كيف كان في سريره في مدرسة الأولاد في كانكارا عندما سمع طلقات نارية الجمعة.
وقال إن الأولاد ظنوا في البداية أن الطلقات كانت من جنود نظاميين لحمايتهم. لكن المهاجمين، الذين كانوا مسلحين ببنادق هجومية من طراز AK-47، كانوا في المبنى، وهددوا كل من همّ بالمغادرة.
وقد هاجم مسلحون قدموا على دراجات نارية في وقت متأخر مساء الجمعة مدرسة للتعليم الثانوي في ولاية كاتسينا بشمال نيجيريا. وبعد تبادل لإطلاق النار بين المهاجمين والقوات الأمنية، فر مئات الطلاب في الغابة المجاورة فيما خطف قسم منهم.
وأضاف أمينو «قالوا إنهم سيقتلون كل من يحاول الهرب، لكنني ركضت بعيدا وتسلقت صخرة ثم أخرى عبر الغابة».
وبينما لا تزال تفاصيل كثيرة عن الهجوم ونتائجه مجهولة، قال متحدث باسم ولاية كاتسينا، إنه تم العثور على 17 طالبًا، الاثنين، فيما يظل مصير حوالي 320 طالبًا غامضا.
وقال مكتب الرئيس، محمد بخاري، امس الاول الاثنين، إن الحكومة على اتصال بمسلحين وتتفاوض بشأن إطلاق سراح الطلاب بعد أن حددت الأجهزة الأمنية مكانهم.
وقال حاكم كاتسينا، أمينو بيلو مساري، للصحفيين بعد اجتماعه ببخاري «نحن نحقق تقدما والتوقعات إيجابية».
وقال الحاكم إن الرئيس ملتزم التزاما كاملا بإنقاذ تلاميذ المدارس بعد أن تعرض لانتقادات في الصحف النيجيرية لعدم زيارته المدرسة.
والهجمات التي تشنها العصابات المسلحة، المعروفة على نطاق واسع باسم «قطاع الطرق» أو «bandits»، شائعة في جميع أنحاء شمال غرب نيجيريا.
خوف وفقر.. وإرهاب
محمد أبو بكر، 15 عامًا، تلميذ آخر تمكن من الهروب، يروي أنه ظل يتجول عبر الأراضي الزراعية والغابة في الظلام.
وكشف أنه كان من بين 72 فتى وصلوا إلى بر الأمان، حيث انتهى به المطاف في قرية كايكيبسي.
وقال لرويترز: «ركضت مع الآخرين، قفزنا من فوق السياج وجرينا عبر غابة إلى أقرب قرية».
وأضاف أبو بكر، وهو واحد من ثمانية أطفال في عائلته الفقيرة، إنه رأى عددًا من الأولاد يتم القبض عليهم قبل خروجهم من المدرسة التي تضم حوالي 800 طالب.
وعندما تم لم شمله مع والدته، التي تبيع الحطب لكسب لقمة العيش، قال: «لم أتصور أني سأرى والدتي مرة أخرى».
واستحضرت مداهمة، الجمعة، ذكريات خطف جماعة بوكو حرام الإرهابية أكثر من 200 فتاة في 2014 من مدرسة في بلدة شيبوك شمال شرق البلاد.
ومنذ ذلك الحين، تم العثور على حوالي نصف هؤلاء الفتيات ومنهن من تم إطلاق سراحهن، وتم عرض العشرات في مقاطع فيديو دعائية ويُعتقد أن عددًا غير معروف منهن قد مات.
وعلى الرغم من الإجراءات المتخذة للعثور على الأولاد وتعقب المهاجمين، كان هناك غضب متزايد من الوضع الأمني غير المستقر في البلاد.
وأطلق مواطنون امس الاول الاثنين هاشتاع أرجعوا لنا أولادنا (Bring Back Our Boys).
وفي أواخر الشهر الماضي، قتل متطرفون عشرات المزارعين في شمال شرق بورنو وقطعوا رؤوس بعضهم.
وعانت البلاد من أسوأ اضطرابات في اكتوبر، منذ عودتها إلى الحكم المدني في عام 1999، بعد أسابيع من الاحتجاجات السلمية إلى حد كبير ضد وحشية الشرطة التي قُتل خلالها العديد من المتظاهرين بالرصاص.
وقالت أوبي إيزيكويسيلي، الوزيرة السابقة في الحكومة والناشطة التي نظمت حركة «أعيدوا لنا فتياتنا» بعد اختطاف تشيبوك، إن انعدام الأمن الذي أدى إلى عملية الاختطاف الأخيرة كان نتيجة سوء الإدارة.