بعد تحذيرات متكررة لأنقرة من خطورة القضية
متابعة ـ الصباح الجديد:
أكد مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الأمن الدولي ومنع الانتشار، كريستوفر فورد، ليلة امس الثلاثاء ، أن فرض عقوبات على تركيا لامتلاكها منظومة صواريخ أس 400 الروسية، أتى بعد أن وجهت واشنطن تحذيرات متكررة لأنقرة من مدى خطورة الخطوة.
وقد جاء قرار واشنطن «استناداً لقانون كاتسا الذي يخول الإدارة الأميركية فرض عقوبات على الكيانات والمؤسسات التي تعمل مع مؤسسات الدفاع الروسية لصد نشاطاتها الخبيثة». وأكد فورد، في مؤتمر عبر الهاتف، أن «الولايات المتحدة أوضحت لتركيا على أعلى المستويات وفي عدة مناسبات أن شراءها لهذه المنظومة يضع أمن عناصر وتكنولوجيا الجيش الأميركي في خطر، كما أنه يقدم أموالاً كثيرة للقطاع الدفاعي الروسي ويفتح الباب أمام الجيش الروسي للوصول إلى منظومة القوات التركية والصناعات الدفاعية التركية».
وأضاف «أوضحنا لتركيا أنها قد تتعرض لعقوبات بموجب قانون كاتسا، إلا أنها قررت المضي قدماً بعملية الشراء، واستخدام أس 400 رغم مخاطر العقوبات ورغم وجود بدائل لدى الناتو، التي عرضناها مراراً على تركيا ورفضته».
وأوضح كريستوفر، أن»العقوبات على تركيا شملت، إضافة إلى تعليق مشاركة تركيا وإخراجها من برنامج أف 35، عقوبات على منظمة الصناعات الدفاعية الرئاسية، وتشمل حظر شهادات التصدير والتراخيص الأميركية لأي سلع أو تكنولوجيا».
كما شملت العقوبات بحسب كريستوفر «فرض حظر على أي قروض من المؤسسات المالية الأميركية لأكثر من 10 ملايين دولار، وحظر على قروض مصرف الاستيراد والتصدير الأميركي، وقيود على تأشيرات الدخول على رئيس منظمة الصناعات الدفاعية الرئاسية التركية، إسماعيل ديمير، وثلاثة مسؤولين آخرين في المنظمة، كما تم تصنيف هؤلاء الأربعة على لائحة العقوبات من قبل وزارة الخزانة».
من جهته، قال ماثيو بالمير، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا والأوروآسيوية، إن «فرض عقوبات على حليف في الناتو أمر لا نأخذه باستخفاف». وأضاف أن «تركيا لا تزال شريكاً وحليفاً في الناتو ونقدر كثيراً مساهماتها في الناتو».
لكن بالمير استطرد أن امتلاك أنقرة لمنظومة الصواريخ الروسية يناقض التعهد الذي اتخذه كل أعضاء الناتو في وارسو لتعزيز مرونة الحلف عبر تخفيف الاعتماد على المعدات الروسية.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة مستعدة للحديث مع تركيا حول المسار إلى الأمام «لكن القرار الذي اتخذناه اليوم يعكس أحد التحديات الأساسية في العلاقات الأميركية التركية».
ونوه إلى أن «ما نقوم به مع تركيا بشكل عام هو العمل مع شركائنا الأتراك لتعزيز العلاقة مع الولايات المتحدة ومساعدة تركيا على الفهم أن مصالحها تخدم بشكل أفضل من خلال علاقاتها مع حلفائها الغربيين، بدلاً من علاقتها التي تطورت مع موسكو وخصوصاً في مجال الدفاع والأمن».
وأنهى تعليقه قائلاً: « بشكل عام إذا نظرت إلى ما يجري بين تركيا وروسيا فإن تركيا هي على خلاف مع روسيا أكثر مما تسعى إلى التعاون معها، وهذا صحيح في ليبيا وكذلك في القوقاز وصحيح بالمطلق وبشكل يومي في سوريا. وفي الأساس مصالح تركيا الاستراتيجية يجب أن تقوم على بناء أقوى وأفضل شراكة مع حلف الناتو».
من جانبه قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في بيان، ليلة امس الثلاثاء ، إن «الولايات المتحدة لن تتسامح الولايات المتحدة مع من يتعاملون مع قطاعي الدفاع والاستخبارات في روسيا».
وأكد بومبيو أن تركيا حليف وشريك أمني إقليمي مهم للولايات المتحدة، مضيفا «نحث تركيا على حل مشكلة إس 400 على الفور بالتنسيق مع الولايات المتحدة».