بحسب دراسة اميركية …
متابعة الصباح الجديد :
الكثير من العطور ومواد التجميل ربما تكون سبباً لعدم القدرة على التركيز. هذا ما أثبتته دراسة أميريكية مؤخراً، ما يعني أن علينا الانتباه إلى وجود مواد معينة في ما يستهلكه الأطفال والمراهقين من منتجات.اذ يستهلك المراهقون بطبيعة الحال الكثير من مواد التجميل والعطور ومنتجات العناية بالنظافة الشخصية بنحو يومي من دون الانتباه إلى أن هذه المنتجات ربما تكون سبباً لما يعاني منه بعضهم من مشكلات تتعلق بالتركيز، والمعروفة طبياً باسم اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD).
وتوصل باحثون في كلية الطب في جامعة هارفارد الأميركية إلى وجود علاقة بين أعراض نقص الانتباه والنشاط المفرط، وبين استهلاك المنتجات التي تحتوي على مواد معطلة لعمل الغدد الصماء في الجسم، وفقاً لورقة بحثية نشرت مؤخراً على موقع (جاما) العلمي. والغدد الصماء هي المسؤولة عن إفراز الهرمونات التي تلعب دوراً أساسياً في عمليات النمو والتكاثر وتنظيم وظائف الجهاز العضلي
وفي مقدمة هذه المواد مادة الفثالات، المستعملة عادة في صناعة المنتجات البلاستيكية بهدف زيادة مرونتها وشفافيتها وتحملها وإطالة عمرها.
ويوضح فريق البحث الأميريكي أن هذه المواد الكيميائية، وعلى رأسها الفثالات، تعمل كهرمونات صناعية تؤثر على عمل الهرمونات الطبيعية التي يفرزها الجسم، ومن ضمنها هرمون الذكورة (تستوستيرون) الموجود بكميات مختلفة لدى جميع البشر.
وتنبه الدراسة إلى أن المواد المعطلة لعمل الغدد الصماء يتم استعمالها حالياً في صناعة الكثير من المنتجات، ما يؤدى إلى التعرض لتلك المواد على نطاق واسع، وفقاً لموقع صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وتوصل الباحثون إلى أن التعرض لبعض تلك المواد خلال فترة المراهقة يمكن ربطه بالإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، إلا أن هذا الرابط ظهر بنحو أقوى لدى الذكور بالمقارنة مع الإناث.
وتم التوصل للنتائج بسحب عينات بول من 205 مراهق ومراهقة بغرض الكشف عن نسبة المواد الكيميائية في أجسادهم، وفقاً لموقع “ميد بيج توداي” الطبي. كما اعتمد فريق البحث على استطلاع تم إجراؤه للتعرف على سلوكيات المراهقين، شارك فيه كل من أولياء الأمور والمدرسين أيضاً.وبمقارنة نتائج التحليل والاستطلاع، تمكن فريق البحث من تحديد المراهقين الذين يعانون من مشاكل سلوكية.
ويرجح العلماء أن السبب وراء العلاقة بين مشكلات ضعف الانتباه وفرط الحركة من جانب والتعرض للمواد الكيميائية من جانب آخر ربما يكون ناتجاً عن طبيعة فترة المراهقة باعتبارها المرحلة الأهم في نمو وتطور المخ.
كما أنها الفترة التي يكون فيها المراهقون أكثر تعرضاً وتأثراً بالمواد المعطلة لعمل الغدد الصماء.