مبعوث رئيس البرلمان الليبي:
الصباح الجديد-وكالات:
أعرب عارف النايض، مبعوث رئيس مجلس النواب الليبي الخاص، عن تفهم البرلمان لخطورة نشوب نزاع بين مصر وتركيا في ليبيا، لكنه يدعم التدخل المصري لأن “العدوان التركي” لم يترك أي خيار آخر.
وقال النايض في حوار مع احدى وكالات الانباء العربية إن “احتمالات نشوب صراع كبير بين مصر وتركيا على الأراضي الليبية ليست مسألة بسيطة، وهي الآن أمر واقع تماما”.
ولفت مبعوث رئيس مجلس النواب الليبي إلى توجه “ممثلي البرلمان الليبي وشيوخ القبائل الأكثر احتراما لدينا وقادة النسيج الاجتماعي إلى مصر وطالبوا بالتدخل المصري المباشر ليس لأنهم يريدون الحرب، ولكن لأنهم يريدون السلام”.
وأشار النايص إلى أن “حقيقة الأمر أن تركيا استخدمت الدعوة غير القانونية (من دون موافقة برلمانية) من حكومة الوفاق الوطني للقيام بأمرين يمثلان تهديدا وجوديا: أولا جلبت تركيا ما يقرب من ستة عشر ألف مقاتل، أغليهم من أعضاء القاعدة وداعش، إلى ليبيا، وثانيا أكدت تركيا الهيمنة الكاملة على ليبيا ومواردها في تصريحات وخطب متغطرسة للغاية على لسان وزير دفاعها ومسؤولين آخرين”.
وقال مبعوث رئيس البرلمان الليبي المتمركز في شرق البلاد: “لذلك، مجلس النواب الليبي ونسيجه الاجتماعي متحدون في السعي إلى التدخل المصري المباشر ضد الاحتلال التركي. هذا بالطبع خطير للغاية، لكن العدوان التركي المتغطرس لم يترك لنا خيارا آخر”.
ورأى النايض أيضا أن رفض حكومة الوفاق لاتفاق القاهرة أدى إلى وضع خطير ومتقلب للغاية في ليبيا، مضيفا أن “مبادرة القاهرة هي في الواقع نسخة منقحة ومجمعة من المبادرة التي أطلقها معالي المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، في بداية شهر رمضان المبارك، قبل بضعة أشهر، التي تمخضت عن تشاور واسع النطاق مع أهم شيوخ وحكماء القبائل وقادة النسيج الاجتماعي في ليبيا”.
وتابع مشددا على أن “مبادرة القاهرة هي مبادرة ليبية بامتياز توفر أساسًا متينًا لتحقيق السلام واستئناف عملية سياسية ليبية مثمرة. يمكن أن تؤدي المبادرة إلى تقديم الخدمات التي تشتد حاجة الليبيين إليها، فضلا عن إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المباشرة في أقرب وقت ممكن”.
وذكر النايض أن “موقف حكومة الوفاق المتغطرس والمتمثل في رفضها لمبادرة القاهرة هو ما يؤدي إلى الوضع المتقلب والخطير للغاية الآن”.
ونقلت صحيفة “زمان” عن مصادر مطلعة في الحكومة التركية أنه تم الانتهاء من إعداد خطة عسكرية ودبلوماسية للتعامل مع قرار البرلمان المصري بإرسال قوات إلى ليبيا.
وذكرت الصحيفة التركية على لسان هذه المصادر أن أنقرة “تراقب تبعات قرار البرلمان المصري عن كثب”.
كما نقلت عن المصادر التركية أن أنقرة “مستعدة للرد على أي هجوم تتعرض لها قواتها المتواجدة في ليبيا مهما كان الطرف الذي قام بالهجوم”.
وشددت هذه المصادر على أنه إذا أرسلت “مصر قوات عسكرية إلى ليبيا فإن تركيا لديها خطة لزيادة قواتها ومعداتها العسكرية الموجودة في ليبيا للوقوف في وجه القوات المصرية”.
وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن قد أكد مؤخرا أن بلاده “لا ترغب في تصعيد التوتر ومواجهة مصر في ليبيا”، إلا أنه شدد في نفس الوقت على دعم حكومة الوفاق الوطني في طرابلس.
وقال قالن في هذا الشأن: “عند النظر إلى المشهد العام هذا، يتضح عدم وجود نية لدينا بمواجهة مصر أو فرنسا أو أي بلد آخر هناك (في ليبيا)”.
وفي السياق ذاته، ذكر الكاتب الصحافي جتينار جتين في تقرير نشر بموقع “خبر ترك”، أن تركيا ستتابع كافة التحركات العسكرية داخل ليبيا في الفترة المقبلة متابعة وثيقة بنفسها”.
ولفت جتين إلى الزيارة التي قام بها زعماء 14 قبيلة ليبية إلى مصر في الأسبوع الماضي لطلب التدخل العسكري المصري في ليبيا، مشيرا إلى أن موافقة البرلمان المصري على التحرك في ليبيا “من المتوقع أن يزيد من حدة التوترات في المنطقة خلال الفترة المقبلة”.