الصباح الجديد-متابعة:
تدفق آلاف السكان من ووهان الأربعاء بعدما رفعت السلطات الصينية الإغلاق التام الذي فرض منذ شهور على المدينة التي ظهر فيها فيروس كورونا المستجد أول مرّة، ما يمنح العالم بعض الأمل رغم أعداد الوفيات القياسية المسجلة في أوروبا والولايات المتحدة.
وتعرّضت الصين لانتقادات واسعة جرّاء طريقة تعاطيها مع أزمة كورونا المستجد الذي بدأ تفشيه من ووهان أواخر العام الماضي، وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء بتجميد دفع حصة بلاده من تمويل منظمة الصحة العالمية على خلفية ما اعتبره انحيازها لبكين.
ومن ووهان، انتشر الفيروس بشكل متسارع فوصل إلى كل بلد في العالم تقريبا وأودى بحياة أكثر من 80 ألف شخص في حين شكّل ضربة للاقتصاد العالمي وزجّ بنحو نصف البشرية في شكل من أشكال العزل.
وأثّر على المجتمعات على كل المستويات من العمال وصولا إلى شخصيات سياسية وملكية، وبينهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي يحارب الفيروس من قسم العناية المشددة في إحدى مستشفيات لندن.
لكن سعادة أهالي ووهان بمنحهم حرية مغادرة مدينتهم أعطت بعض الأمل للعالم، إذ شكلت دليلا على أن الفيروس لن يستمر إلى ما لا نهاية. واصطف العديد منهم للخروج من المدينة مرتدين بزات واقية.
وبينما احتفلت الصين بأول يوم لها دون وفيات بكوفيد-19 الثلاثاء، حصد الوباء أرواحا بأعداد قياسية في أوروبا والولايات المتحدة.
في الولايات المتحدة، توفي 1939 شخصا خلال الساعات الـ24 الماضية، بحسب حصيلة جامعة جونز هوبكنز، في وقت تقترب البلاد من تسجيل عدد الوفيات الذي سجّل في إيطاليا وإسبانيا، البلدين الأكثر تأثرا بالفيروس.
وكان ترامب شنّ هجوماً حادّاً على المنظمة الأممية صباح الثلاثاء إذ كتب في تغريدة على تويتر أنّ “منظّمة الصحّة العالمية أخفقت حقاً. (…) الغريب أنّها مموّلة بشكل كبير من الولايات المتحدة لكنّ تركيزها منصبّ على الصين”.
وجاء هجوم الرئيس الأميركي على المنظّمة الأممية في الوقت الذي تخطّت فيه حصيلة وفيات كوفيد-19 في الولايات المتحدة 11 ألفاً في حين بلغ عدد المصابين بالوباء في هذا البلد أكثر من 385 ألف مصاب.
وفي نيويورك دافع ستيفان دوجاريك المتحدّث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أداء منظمة الصحّة العالمية ومديرها العام الأثيوبي تيدروس أدهانوم غيبريسوس.
وقال دوجاريك إنّه “بالنسبة إلى الأمين العام فمن الواضح أنّ منظّمة الصحّة العالمية بقيادة الدكتور تيدروس قامت بعمل هائل في ما خصّ كوفيد-19 بإرسالها ملايين المعدّات الطبية إلى دول لدعمها، ومساعدتها دولاً عبر التدريب، وبتوفيرها إرشادات عالمية”.
يذكر ان بريطانيا سجلت امس الاول الثلاثاء عددا قياسيا جديدا للوفيات في 24 ساعة بلغ 786.
وأكدت لندن أن جونسون (55 عاما) في وضع “مستقر” و”معنوياته عالية”، في وقت يتم تزويده بالأوكسيجين في قسم العناية المركزة.
في فرنسا، شددت السلطات إجراءات الإغلاق، فحظرت الرياضة الصباحية في الهواء الطلق لمنع الناس من التحايل على القواعد التي فرضتها، بينما تجاوز عدد الوفيات في فرنسا العشرة آلاف.
في الولايات المتحدة، أكد حاكم نيويورك أندرو كومو أن الولاية تقترب على ما يبدو من بلوغ ذروة الوباء، لكنه حض السكان على التزام منازلهم.
ويبدو الاقتصاد العالمي كذلك على أجهزة الإنعاش، إذ تحاول الحكومات إنفاق مبالغ غير مسبوقة لتجنّب أسوأ أزمة تمر على العديد من الدول منذ قرن.
وبينما أقرّت اليابان حزمة لتحفيز الاقتصاد قدرها نحو تريليون دولار، ما تزال دول منطقة اليورو منقسمة بشأن اللجوء إلى إصدار “سندات كورونا” لدعم الاقتصاد.
وأعلن أفراد استعدادهم لتقديم الدعم، منهم مؤسّس موقع “تويتر” جاك دورسي الذي اعلن تبرعه بمبلغ مليار دولار من ثروته الخاصة لدعم جهود مكافحة كورونا المستجد.
وحذّرت منظمة العمل الدولية من أن 81 بالمئة من القوة العاملة حول العالم التي تضم 3,3 مليارات شخص باتت متأثّرة حاليا “بأسوأ أزمة عالمية منذ الحرب العالمية الثانية”.