مذابح وإجرام يطال المتظاهرين
ظفار اسماعيل:
شهدت شوارع بغداد قبل يومين مذبحة شنيعة بحق المعتصمين سقط فيها العشرات من ابناء العراق العزل بين شهيد وجريح بعد اقتحام ساحه الخلاني من قبل اشخاص مدججين بالأسلحة التي اخترق رصاصها صدور الشباب المعتصمين المطالبين بحقوقهم ، هذا الاقتحام العنيف والموجه دليل واضح على مدى الرعب والانهيار الذي يشعر به اعداء الثورة ورموز الباطل والفساد .
شاهد عيان
شهد احد المحتجين المتواجدين في ساحه الخلاني وقت وقوع الاعتداء ان احدى الميليشيات المعروفة لدى الشارع العراقي هي من قام بهذه المذبحة الرهيبة وان المجموعة التي هاجمت المعتصمين كانت ترسل بأفراد لاستطلاع الوضع هناك قبل ايام من وقوع المجزرة .
واضاف شاهد العيان بانهم كانوا ينامون ويأكلون في خيمات الاعتصام والتي وفرت الطعام والافرشة للمتظاهرين المعتصمين منذ بداية التظاهرة وحتى انطلاق ساعة الصفر التي وجهت لهم فيها الاوامر بدخول سيارات نوع بيك اب تحمل مجموعة من افراد هذه العصابات دخلت المنطقة بحجة تشييع احدى الجنازات المزيفة، والتي كانت عبارة عن تابوت فارغ مملوء بالأسلحة التي استعملوها في قتل المتظاهرين ومحاوله اثارة الرعب بين صفوفهم، واول ما قاموا به هو تحطيم جميع كاميرات التصوير في الشارع معتقدين بانها الوسيلة الوحيدة لتوثيق مجزرتهم التي ينوون ارتكابها بحق العزل .
ومن الواضح ان هذه المجموعات المسلحة كانت غاية في التنظيم وتنفذ خطة مرسومة لها بدقة ،حيث ان المهاجمين بدأوا بضرب المعتصمين ضرباً مبرحاً بالعصي في اول الامر، ثم تحول الوضع لاحقاً الى خطورة اكبر وبدأت المجموعات المهاجمة بإطلاق العيارات النارية على المعتصمين العزل بكثافة كبيرة ، اضافة الى الطعن بأدوات جارحة ،كالسكاكين والمطاوي وكانت الضربات الموجهة بحق ابنائنا في ساحات المقاومة ضربات مميتة، تلتها اطلاق عيارات نارية ،وقتل المتظاهرون بالرصاص الحي ، واحراق بناية مراب السيارات المتعددة الطوابق والاعتداء على من فيها من متظاهرين وقتل بعض منهم ،مما يعطي انطباعا واضحا عن الرغبة الإجرامية والحقد الذي تكنه هذه المجموعات لمظاهر الرفض الشعبي الذي واجهتها به جموع المحتجين العزل، من دون خوف، ولا تردد ، كانت تهدف الى بث الرعب في صفوف المتظاهرين العزل ومحاولة دنيئة منهم لحملهم على الهرب وفك الاعتصام وقمع التظاهر ودفن حلم التحرر الذي ينادي به هؤلاء العزل الابرياء وبين الحزن والاصرار على الثأر لأرواح الشهداء التي ازهقت من دون رحمة ومن دون ان تهز الدماء التي سالت بغزاره ضمائرهم ،لن تكون نتيجة هذه المجازر الارهابية ،الا زيادة في الإصرار على الصمود والثبات ،حتى تحقيق النصر ، وانقاذ العراق الحر من هذه المجموعات الإجرامية الخطرة التي تتمادى في غيها وبطشها .
عمليات بغداد تعثر على متظاهرين تمت محاصرتهم وتعذيبهم على يد المليشيات المهاجمة.
وقامت مجموعة من افراد عمليات بغداد، بإنقاذ بعض المتظاهرين العزل ،بعد ان القوا بهم في بنايه الكراج ،وهم مكتوفو الايدي ،وعلامات التعذيب ظاهرة على اجسادهم ووجوههم ،وقد جردوا من ملابسهم ليتركوا غارقين بدمائهم ، عاجزين عن الكلام بعضهم في حاله خطره .
محتجين يردون على اصوات الرصاص بأغانٍ واهازيج تتغنى بحب العراق :
في اوقات لامثيل لها ، سيكتبها التاريخ ليتحدث عن شجاعة اسود العراق ، رسمت انامل الثوار العزل مشاهد تقشعر لها الابدان وصدحت حناجرهم تغني لتطغي على اصوات الرصاص (غير صوتك ياوطن ما يعلى صوت ما تخوفنا المنايا كلمن بيومه يموت ) هكذا يجابه العراقيون اصوات الرصاص ، وعصابات القتل التي عجزت عن كسر ارادتهم .فكيف يمكن ان يكسروا اراده شعب بهذه الشجاعة المنقطعة النظير ؟
استشهاد المحتجين
وثقت كاميرات هواتف المتظاهرين المحمولة ، لحظات استشهاد الثوار العزل بعد استهدافهم من قبل المليشيات المهاجمة ، يصاحبه غضب وحزن رفاقهم الذين مسحوا وجوههم بدماء الشهداء واقسموا على الصبر والثبات وفاء لتضحياتهم .
ويروي احد المتظاهرين ان المهاجمين الذين توافدوا بكثرة وسرعة مجموعة مدربة وليست عشوائية ابداً ، وان هدف هذه المجزرة هو انهاء التظاهرات من خلال ارغام المتظاهرين على العودة الى ساحه التحرير ومحاصرتهم من قبل الميليشيات وانهاء جميع المظاهر الاحتجاجية في العراق .
واردف قائلا : ان تجريد القوات الأمنية من الأسلحة لم يكن لحماية المتظاهرين كما كان يبدو للجميع بل كان خطة مدبرة لنزع السلاح الذي يمكن ان تجابه به الميليشيات التي تفتك بالمتظاهرين وما حدث في ساحه الخلاني دليل واضح على صحة هذه الادعاءات التي يرددها المتظاهرون الذين احتموا بالقوات الأمنية غير المسلحة المتواجدة في الجوار .
شموع وصلاة على ارواح الشهداء
هكذا هم العراقيون جسد واحد والم واحد تسقط ارواح الشهداء في بغداد لتشعل شموع الحزن والوفاء في مدينة سنجار الصامدة التي ذاقت قبلا ويلات الظلم الداعشي واستذكرت ايام القتل والبطش والانتهاكات التي مرت عليها .
فعلق ابناؤها الاوفياء صور شهداء الثورة واشعلوا الشموع واقاموا الصلاة على ارواحهم الطاهرة في واحدة من اروع صور التلاحم بين ابناء هذا الوطن المنكوب .