مشروع المسرح والمدينة يتواصل في المحافظة
البصرة – سعدي السند:
لأهمية مشروع المسرح والمدينة الذي تبناه المركز الثقافي في جامعة البصرة، بوصفه مشروعا تنويريا يقف بالضد من الحركة الظلامية التي يحاول البعض نشرها بشتى الطرق، فقد تبنت الصباح الجديد متابعة الورش التي سيتخللها المشروع لتسليط الضوء على تفاصيلها.
وورشة الاخراج المسرحي واحدة من ورش مشروع المسرح والمدينة، والتي تخللها لقاء للفنانة الدكتورة عواطف نعيم والفنان عزيز خيون، بعدد من الممثلين الشباب من مركز مدينة البصرة، واطرافها من الاقضية والنواحي، الذين كانوا التقوا قبل أيام الفنان محمود أبو العباس
وكان البروفسور عبد الكريم عبود مدير المركز الثقافي صرح للصباح الجديد عند بدء المشروع، ان اهدافه الانفتاح على الثقافات الاخرى واستيعاب جديد لمسرح اليوم في المعالجات والتقنية والتلقي لمسايرة روح العصر، والبحث عن فضاءات عرض جديدة بعيدا عن المسارح المغلقة لتأكيد دور المسرح في المجتمع، واقامة الندوات الفكرية والحلقات النقاشية والمهرجانات المسرحية ودعوة الفنانين العراقيين والعرب والأجانب.
وعن هذه الورشة قال الفنان عزيز خيون: آلية الورشة التي نجتمع في مضامينها اليوم اتمنى ان تكون خارج التقليد، فهي الحوار والجدل الذي يدور بيننا، فكلنا نتعلم، وأنا تلميذ اتعلم كل يوم، عندما نتحدث عن المسرح نؤكد دائما ان المسرحي يأخذ من روحه لكي يعبّر عن الاخرين، و قيمة الفن انه يتحدث عن الآتي، وعن اللحظة، والفن العظيم، الذي يبقى خالدا، كونه يعبر عما يفرحنا ويسعدنا ويمتعنا، والمخرج هو من يهز الخشبة، وهناك قدرة عند المخرج، انه يرسم ويعرف الاشياء قبل تحقيقها، أي انه يجب ان يكون موسوعيا لأنه قائد، يجب ان يكون عنده الالمام عن الكتابة والموسيقى والخط واللون والتشكيل والهندسة والعمارة والمكان، وان يعرف الكثير عن الشعر والرواية، ويكون قارئا جيدا للتاريخ وللاقتصاد والفلسفة وغيرها.
الدكتورة الفنانة عواطف نعيم تساءلت في بداية حديثها: لماذا المسرح؟ ولماذا نذهب الى المسرح؟ هل نذهب لكي نشاهد ونتفاعل ونتأثر ونندهش؟ نعم، المسرح يجمع كل هذا، والمسرح مدرسة للتعلم وللتنوير وللفرح وللمتعة وللضحة البريئة، والمسرح يعلمك، ولكن يغيرك وينورك ويحرضك، وسرّ المسرح انه متجدد ومتغير، لم تكن فيه ثوابت.
وتابعت: الزمن المتغير هو الذي يكشف الأقنعة، والمخرج يقدم كل هذا بطريقته الابداعية الخاصة، فهو المنظم الجمالي والفكري في فضاء الخشبة، وفي المسرح العراقي اساتذة كبار، فهناك حقي الشبلي، قبل ان يقدم روائعه، كانت النظرة المتدنية عن المسرح موجودة حتى جاء هو، ومعه مجموعة من الكبار المجتهدين واستطاعوا أن يصنعوا من المسرح رسالة، وكان معه في المسيرة المعطاء يوسف العاني، وخليل شوقي، وبدري حسون فريد، وجعفر السعدي، وسامي عبدالحميد، وكنا محظوظين لأننا عملنا مع بعض هؤلاء الكبار، وعملنا مع الجيل الآخر ومنهم عوني كرومي، وعقيل مهدي، وفاضل خليل، وكل مخرج له رؤاه ومدرسته الخاصة.
وأضافت: المخرج الحقيقي، الذي يعرف من يختار من الممثلين، لأن الممثل هو العلامة المضيئة على خشبة المسرح، ونقول ايضا هناك اسس للإخراج المسرحي، متعارف عليها عالميا، وصارت ثوابت، وعلى المخرج ان يعرف كل صغيرة وكبيرة عن المسرح، وان يعرف كل اسرار المسرح مثل الألوان، والاضاءة، والصوت وكل زوايا المسرح.