ليلى عبد الأمير
في وحشةِ الادغال
أفعى گلگامش سرقت نِصف رأسي
اودَعَته في باطن رمال متحركةٍ
لينبتَ كَنهرٍ
صَنعَهُ أرباب المهن الشاقةِ
ٱحِبُ الماغوط
ففي روحه تستقر غوايتي
قالوا انتِ إمرأةٌ تعشقُ المدنَ
والحقائب الفارغة
ويغطي إشراقُها الشمس
فخرجتُ أبحثُ عن بقايا جمال
يندثرُ في منصاتِ الاعدام
فالتماسيح لا تستفزها مناطيد الهواء
وهي ترقصُ الفلامنكو
على ايقاع السادةِ العبيد
والمآذنُ ترتعش خاشعة
تلوذ بصمتها
فالجوعُ قَرعَ طبول الحُبِ
ونام يتيماً يحلم بجنةٍ من نُفايات الكروش
المنزوعة الاحزمةِ
وبقايا إحسانٍ
دُفنَ في مسلاتٍ آيلةٍ للتنقيب
ولا زال الشعب يقسمُ بالخبزِ
وينشدُ اذا الشعبُ يوما اراد الحياة
الى آخر الحروب
ولادة لم تكتمل
لم ارتكب جرماً في مملكة النحلِ
انا مجرد لحظة عابرة
ممنوعةُ التجوال
أُفتشُ في جيوبٍ ممتلئةٍ بالفراغ
أبحثُ في رُكامِ أقبيتهِ
عن بعضِ ربايا جنود مُتآكلين
وبقايا نمل ابيض في الموائد
ابحث عن ضياعٍ فُقِد بفعل فاعل
ٱتْهِمَتْ امواج الظل وحرارة الشمس الآفلة
فأمي حين وضعتني نسجت نقطة
من خيط العنكبوت
عائمةٌ في السماء
كان الباب موصدٌ بالضباب
وانا التقط بقايا حروفٍ حديثة التكوين
خبأتُها في حقائبِ الحوذيّ
ممنوعة من الصرف وعروض الدجل
ونحوِ الكلماتِ
ٱناغي اوتاركَ المتطايرة
اجمعها مع رذاذ الغبار
لتكتمل ترنيمة وجودي
فاقلامُنا رُفعت
وجف حبر صُحُفِنا
وانا لازلت ابحث مُرغمةٍ
عن ضياع العسل
في حقيبة النحل
البوصلة والدليل
اتحاشى نفسي اتحاشى اللقاء
سأزيح الكلمات
واكتفي بتأشيراتٍ مُبهمةٍ
اتحاشى نبضك
ففي عالمك تتشظى الرؤيا
*(الضد يسبق الايجاب)
حروب هي الاعنف في مجرات الابدان
هيجان الامم الباردة الدم
علمني رحيلك أن أجيد الاختفاء
علمني
أن اجيد الوقوف وسط الوفرِ
كي ازداد حريقاً
هو الخوف كرٌ وفرّ
علمني رحيلك
أن اتقن علم الفيزياء
فوهج الحب يزداد ضراوة
مع وهن المسافات
الحب يعلن تأشيرة جمرات الشيطان
وقوانين الغطس
ونقطة الارتكاز
فالمواجهات عنيفة
والحروب تغزو هيجان السكون
علمني رحيلك
ان خيوط العنكبوت ليست واهنةً
والنمر ليس من سلالة القطط
ففي قلبي وفرة من الانتظار
ووجل تائه
واجنحة
غير صالحة للطيران
*(الضد يسبق الايجاب من روائع بيكاسو )