في حدث هو الأوّل من نوعه في شبه الجزيرة العربية
متابعة ـ الصباح الجديد:
شارك البابا فرنسيس في مؤتمر ديني انعقد امس الإثنين في أبوظبي وجمعه هذا المؤتمر بمسؤولين روحيين من ديانات مختلفة، ولسوف يترأس اليوم الثلاثاء قدّاسا ضخما في العاصمة الإماراتية، خلال حدث هو الأوّل من نوعه في شبه الجزيرة العربية، مهد الإسلام.
ومن المقرر أن يلتقي زعيم الكنيسة الكاثوليكية التي يبلغ عدد أتباعها نحو 1,3 مليار شخص في العالم، ولي عهد أبوظبي والرجل النافذ في دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال زيارة بدأت امس الاول الاحد وتستمر حتى اليوم الثلاثاء.
وقد يتطرق البابا خلال اللقاء إلى موضوع اليمن حيث تشارك الإمارات في تحالف عسكري بقيادة السعودية دعما للحكومة في مواجهة المتمردين الحوثيين، في ظل نزاع متواصل في البلاد منذ أكثر من أربع سنوات قتل فيه الآلاف وتسبّب بأزمة إنسانية كبرى.
ودعا الحبر الأعظم قبل إقلاع طائرته من روما متجهة إلى أبوظبي، إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار في اليمن. وتتعرض الإمارات والتحالف لانتقادات من منظمات حقوقية بسبب الحرب الدائرة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
وقال البابا «إنني أتابع بقلق كبير الأزمة الإنسانية في اليمن. لقد تعرّض السكان للإنهاك بسبب النزاع الطويل وكثير من الأطفال يعانون الجوع، لكن لا يمكن الوصول إلى مستودعات الطعام».
ولفت إلى «أن صرخة هؤلاء الأطفال وذويهم ترتفع إلى الله».
وبالإضافة الى اليمن، من المتوقع أن يناقش الطرفان «الإرهاب» والعنف، في بلد يتمتع باستقرار أمني كبير ويعتبر رأس حربة في مواجهة التطرّف الإسلامي وجماعة الإخوان المسلمين.
والإمارات عضو في التحالف الدولي لمواجهة الجهاديين في سوريا منذ أيلول/سبتمبر 2014، وقد صنّفت بعد شهرين من انضمامها لهذا الحلف 83 جماعة على أنها «منظمات إرهابية».
«رسالة» الزيارة
وتقدّم الإمارات نفسها على أنّها مكان للتسامح بين الأديان المختلفة، وتسمح بممارسة الشعائر الدينية المسيحية في العديد من الكنائس، كما هو الحال في الدول الخليجية الأخرى إجمالا.
وتتبع الامارات التي يشكل الاجانب نحو 85 بالمئة من مجموع سكانها، إسلاما محافظا، لكنّها تفرض رقابة على الخطب في المساجد وعلى النشاطات الدينية فيها لمنع تحولّها الى منابر للتطرّف.
وتأخذ منظمتا العفو الدولية و»هيومن رايتش ووتش» على الإمارات منعها الأحزاب السياسية، وتحكّمها بالإعلام المحلي، وملاحقة النشطاء، وطالبتا البابا بطرح مسألة حقوق الإنسان خلال زيارته.
وأشاد البابا في رسالة مصوّرة عن الإمارات قبل وصوله ب»الأرض التي تسعى لأن تكون نموذجا للتعايش والأخوّة الإنسانية».
وزار البابا الاثنين مسجد الشيخ زايد في أبوظبي، قبل أن يشارك في «مؤتمر الأخوّة الإنسانية» الذي تنظمه دولة الإمارات، الى جانب شيخ الأزهر أحمد الطيب ومسؤولين دينيين آخرين، بينهم حاخامات. وستحضر المؤتمر حوالى 700 شخصية.
وعقد الحبر الأعظم وشيخ الأزهر لقاءات عدة في السابق، أحدها في مصر في العام 2017. ويترأّس الشيخ الطيب «مجلس حكماء المسلمين» الذي تأسّس في أبوظبي بهدف «تعزيز السِلم في المجتمعات المسلمة»، كما يقول موقعه على الإنترنت. وبالنسبة للفاتيكان، فإن حضور اللقاء الديني المرتقب هو «رسالة» الزيارة الـ27 للبابا الى الخارج.
قدّاس غير مسبوق
وسيزور البابا المغرب في نهاية آذار/مارس. في الإمارات، يتوقع أن يكرّر دعواته إلى الانفتاح والحرية الدينية والأخوّة والسلام، علما أن الحوار الديني، خصوصا مع المسلمين، حظي باهتمام كبير من جانبه منذ أن وصل الى سدّة البابوية قبل ست سنوات.
ويعيش نحو مليون كاثوليكي، جميعهم من الأجانب، في الإمارات حيث توجد ثماني كنائس كاثوليكية، وهو العدد الأكبر مقارنة مع الدول الأخرى المجاورة (أربع في كل من الكويت وسلطنة عمان واليمن، وواحدة في البحرين، وواحدة في قطر).
وتتوقّع السلطات الإماراتية مشاركة نحو 135 ألف شخص في قداس الثلاثاء في ملعب لكرة القدم.
وسيحضر آخرون القداس من خارج الملعب. وسيصل البابا إلى موقع الحدث بسيارته ويقوم بتحية هؤلاء. وتسمح الإمارات بممارسة الشعائر الدينية داخل الكنائس، وهي المرّة الأولى التي يقام فيها قدّاس بهذا الحجم في الهواء الطلق في الدولة الخليجية.