نينوى ـ خدر خلات:
منذ مئات السنين وربما اكثر، تتعايش في محافظة نينوى اطياف قومية ودينية ومذهبية متنوعة، كالكرد والعرب والتركمان والايزيديين والمسيحيين والشبك والكاكائيين، بل ان هناك تركماناً سنة وتركماناً شيعة الشيء نفسه بالنسبة للشبك، كما يتنوع الانتماء الكنسي للمسيحيين.
وبعد سقوط اغلب مناطق سهل نينوى بيد تنظيم داعش في السادس من آب الجاري، قام غالبية سكان هذه المنطقة بالنزوح الجماعي باتجاه اقليم كردستان، لكن نسبة قليلة من بعض المكونات فضلت البقاء او توجهت نحو الموصل.
وعقب مرور 3 اسابيع على سيطرة داعش على بلدات قرقوش وبرطلة وبعشيقة والقرى التابعة بدأت تتواتر انباء عن وقوع اعمال سلب ونهب للمخازن التجارية وبعض بيوت المواطنين.
وقال الناشط الايزيدي شمدين الياس لـ «الصباح الجديد» انه «خلال الايام القليلة الماضية وردتنا انباء عن وقوع اعمال نهب في مركز ناحية بعشيقة، من قبل بعض ابناء العشائر العربية وابناء من المكون الشبكي السني».
وتابع «نحن لم نستغرب من قدوم بعض العرب من داخل الموصل للسلب والنهب، لكن ما اثار استغرابنا وآلمنا هو تورط عدد من الشبك في هذه الاعمال المعيبة، لانهم خانوا الملح والزاد الذي يجمعنا واياهم منذ مئات السنين».
وبحسب الياس فان «التاريخ القريب والبعيد لم يدون لنا قيام أي مواطن شبكي بالاعتداء على جيرانه من شتى المكونات، لكننا اليوم نسمع عن انضمام اعداد غير معروفة منهم الى تنظيم داعش وقيامهم بسرقة المحال التجارية وبيوت بعض المواطنين، بل يقال ان هؤلاء قاموا بسرقة ممتلكات اخوانهم من الشبك ايضا وبضمنهم الشبك الشيعة».
وللوقوف على حقيقة هذه الادعاءات او الاتهامات، توجهت «الصباح الجديد» بالسؤال الى ممثل المكون الشبكي وعضو مجلس محافظة نينوى، غزوان حامد الداؤودي، عن مدى صحة هذه الاتهامات وقال «حسب المعلومات المتوفرة لدينا فان هناك قلة قليلة جدا من ابناء المكون الشبكي شاركوا مع داعش في عمليات النهب في ناحية بعشيقة (17 كلم شمال شرق الموصل)».
واضاف ان «هؤلاء معروفون لدينا و لدى كل الشبك سواء من المذهب السني او الشيعي، والجميع متأثرون من هذه التصرفات المهينة والتي لا تليق بسمعة المكون الشبكي اطلاقا».
وكشف الداؤودي على ان «هؤلاء المتورطين من الشبك، ليسوا من سكنة منطقة سهل نينوى اصلا، بل انهم من سكنة مركز مدينة الموصل وقدموا في سنة 2007 و 2008 الى مناطق الشبك كنازحين، وحينها استقبلناهم وآويناهم وقدمنا لهم الدعم والمساعدات المختلفة، لانهم قالوا انهم هربوا بسبب التهديدات الارهابية ضدهم».
وتابع بالقول «الان وحسب المعلومات فان هذه الفئة المجرمة من الشبك يقومون بالتعاون مع داعش باعطائهم معلومات مختلفة عن المنطقة وعن كبار المسؤولين واسماء منتسبي الجيش والشرطة والبيشمركة وعن الاشخاص المنتمين للاحزاب الكردستانية وخاصة الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، فضلا عن قيامهم باعمال السلب والنهب لممتلكات واموال المواطنين».
واستدرك بالقول «لقد تم تشخيص هذه الفئة المجرمة، وحسب المعلومات فانهم سيهربون بمعية عائلاتهم مع عصابات داعش لاحقاً، ولن يبقى لهم أي وجود في مناطقنا، لان تصرفاتهم لا تمت للشبك باي صلة، لان الكل يعلم ان الشباك اناس مسالمون وعاشوا في هذه المناطق منذ مئات وربما الاف السنين ولم يقوموا بعمليات قتل او سلب والكل شاهد على ان الشبك اناس كسبة وليس لهم علاقة بالسياسة والارهاب، وان التاريخ سيلعن هذه الثلة المجرمة مثلما ستلعنهم كل الاقليات المتعايشة باخاء في منطقة سهل نينوى».
وحول اعداد المتورطين من ابناء المكون الشبكي في هذه المسألة، افاد الداؤودي بالقول «اعدادهم لا تتجاوز 15 شخصاً وهو مشخصون ومعروفون، وان القرى التي تقطنها عائلاتهم معروفة لنا ايضا».
وزاد بالقول «كما ان هناك من العرب ممن قام باعمال السلب والنهب والانضمام لعصابات داعش، وهؤلاء العرب من سكنة احياء القاهرة، و صدام وعرب الحاوي والكنيسة وغيرهم في مدينة النموصل».
وشدد الداؤودي على انه «لا مكان لهؤلاء جميعاً من الشبك في سهل نينوى مستقبلا، لانهم اساءوا للعلاقات التاريخية وللنسيج الاجتماعي في سهل نينوى، علما انهم وعائلاتشهم يستعدون للهرب مع توارد انباء عن تقدم قوات البيشمركة لتطهير مناطق سهل نينوى».