في ضيافة المركز العراقي للتنمية الإعلامية
فلاح المرسومي
عقد المركز العراقي للتنمية الإعلامية ندواته نصف الشهرية باستضافته وعلى قاعة المركز فالح الفياض مستشار الأمـــن الــوطنــي، في جلسة أدارها المحلل السياسي جاســم المــوســوي .
وقد بدأها الدكتور عدنان السراج رئيس المركز مرحباً بالضيف أجمل ترحيب لتلبيته دعوة المركز وبالحضور الكريم من نخب اعلامية واكاديمية ومثقفين ورؤساء تحرير صحف ومراكز بحثية حيث بتواجدهم وبعقولهم النيرة تستكمل اشراقات ونشاطات المركز حيث هذا اللقاء هو ( السابع والاربعون ) مع المسؤولين والمعنيين بالشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتعليمي والصحي والخدمي والأمني للدولة حيث يجد المركز نفسه وعاء يلم كل الامكانيات والطاقات الوطنية من كل الاتجاهات لتأسيس شراكة وطنية مع هذه النخب الكبيرة من ضيوف متحدثين وحضور بكل عناوينهم المهنية ، لنخرج معا بقناعات مفهومة لما يتمخض عنه اللقاء حيث الرأي العام بحاجة الى قناعات وعلى المسؤول خلقها للجمهور لكي تكون هناك ردود أفعال مجتمعية واعية تخدم مسيرة بناء الدولة والمجتمع .
وقد رأينا أن يكون لقاؤنا اليوم مع المستشار ليضعنا في صورة الحدث لما يتعلق بمحورين مهمين الأول : عن التحالفات السياسية وفرص نجاحها والانتخابات النيابية المقبلة والثاني الخلايا الإرهابية النائمة ودور الأجهزة الأمنية في القضاء عليها ، بعده تحدث الفياض ، بدأ بالتحية والثناء على المركز ورئيسه واعضائه والحضور المميز في هكذا لقاء وطني مسؤول ودائم ، الحضور الفاعل في المسيرة الإعلامية الهادفة ، على أن يكون لقاؤنا لتبادل الرأي ونافعاً لخدمة المرحلة المقبلة التي نأمل أن تكون أفضل مما سبق بعون الله ، ولا بد لي من التأكيد على أهمية التحالفات السياسية ومغزاها اذا ما عدنا الى عام 2014 (عام الانكسار) اصبح العراق في مخاض عسير وفي مرحلة خطيرة جداً تهدد كيانه بالوجود وكبلد مستقل موحد إلا أنه والحمد لله خلال السنوات الثلاث الماضية كانت سنوات عطاء جميل من قبل كل ابناء المجتمع فكانت العزيمة وكان الثبات على موقف واحد مكللاً بفتاوى المرجعية وكل الاخيار من كل الطوائف والأديان والقوميات على الدفاع لنصرة العراق وهزيمة الارهاب والمحتل في عراق البقاء الواحد الموحد وبهذه العزيمة اندحر الغزاة والارهاب الداعشي في كل الارض العراقية ليثبت أن العراق لا يقبل التقسيم على الرغم من كونه بلدا مبتلى على ممر الأزمان بالتدخلات والأزمات من الداخل والخارج لموقعه على الكرة الأرضية ولما يتمتع به من نعم الله الوفيرة المادية والمعنوية وما على الشعب إلا أن يعرف كيف يدافع ويحافظ على هذه النعم .
واكد على مرحلة ما بعد عام الانكسار أثبتت أن العراق واحد لا يقبل القسمة على اثنين ، وما النصر الكبير الذي توج باندحار داعش وهزيمته شر هزيمة وتدمير بؤره في كل الأرض العراقية وانكسار وانتكاس وتمزيق راياته ومصادره وقياداته إلا دليلٌ وعلى المستوى الاقليمي والدولي بعظمة وحجم الانتصارالاستراتيجي الكبير لأبناء العراق الغيارى وبحسب رئيس الوزراء وبكل ما عرف عنه في عمل مخلص بهذا الاتجاه حتى تحقق النصر برغم كل ما استنزف بلدنا من تكاليف باهظة عسكرية ومادية ورجالات مخلصين دفعوا أعز ما يملكون من أجل النصر لعراق واحد موحد لجميع قومياته ومكوناته واديانه .
وقد أوضح الفياض أن مرحلة ما بعد التحرير التي نعيشها الآن قد أعادت واحيت كل المشاعر الوطنية لدى الشعب بأهمية الوحدة الوطنية لكل ابناء العراق وهذا ما حصل على مستوى الجمهور في اقليم كردستان العراق وكل المحافظات ليولد فهم مشترك بأن عراق الحضارات بلاد الرافدين للجميع هذا الانتصار وبهذه المرحلة قد شكل فعلاً تفاهمات ايجابية من لدن الجميع في الاقليم وفي عموم المحافظات من كيانات وقوميات وأحزاب للعمل بهدف واحد لخير العراق الواحد المزدهر الذي قاتل من أجله وفي أصعب مرحلة هي مرحلة داعش الجميع ومن كل الاتجاهات ومن كل الصنوف المسلحة والشعبية وعلى كل الجبهات ومن كل المكونات ومنها أبناء الموصل الحدباء التي أكدت لنا احصائية رسمية أن ابناء الموصل لم يكونوا الا مع العراق وطنهم الحبيب ولا تزيد نسبة الذين تعاونوا مع داعش باي شكل من الاشكال من موظفي هذه المحافظة على 4% من عموم موظفيها .
أستطيع القول أن نقطة الانطلاق هي الآن بعد تحرير الموصل والارض العراقية ولدت الاحساس الكبير عند الجمهور بكل قواه الوطنية أن الجميع بات يعمل وبهاجس وطني كبير لنصرة العراق الواحد بعيداً عن كل اشكال التخندقات الطائفية والعرقية والقومية ولهذا نرى ونلمس أن التحالفات السياسية للانتخابات ليست تحالفات متخندقة بالطائفية والمذهبية شيعية أو سنية تحالفات من أجل بناء دولة للجميع قائمة على أساس القانون والدستور والسلاح بيد الدولة وهذا منهج قائمة ( النصر) الوطنية التي يراسها رئيس الوزراء ومن ينضوي تحت اسمها من جميع المحافظات الـ(15 ) ونتوقع أن القائمة ستخرج بفوز كبير في جميع المحافظات وعلى رأسها نينوى التي أحس أبنائها بعملية تحرير نظيفة راعت فيها القيادة كل الظروف المحيطة بالمحافظة عند سقوطها بيد داعش وتعاملت مع ابنائها على هذا الاساس منهجها أن الجميع متساوون وشركاء في هذا الوطن وأن نعمل بالشكل الصحيح وان نضع الاشياء كلها في مكانها الملائم الصحيح كي يكون المواطن على ثقة تامة بقيادته وبمن وضع ثقته فيهم .
وفي محور الخلايا الامنية فقد أكد المستشار على أن العالم كله يواجه هذا التحدي في زعزعة الأمن وللعراق فضل كبير في انهاء هذا التحدي على ارضه مما ينعكس ايجابيا على الأمن العالمي وسلامة الشعوب ، أنهينا الاحتلال الداعشي وتواجده على الارض العراقية كلها ولا نخفي أن مثل هكذا اندحار لهكذا ارهابي محتل ليس بالسهل حيث نتوقع أن له خلاياه هنا وهناك ومنها من تسلل بين النازحين واننا نطاردهم وبين الحين والاخر نلقي القبض على مجموعات منهم ونحن نعمل وبدأب تام على وضع الخطط بكل ما تتطلبه المرحلة وظروفها من مستجدات بالمواجهة وبالحزم والاصرار على تطهير كل شبر في العراق منهم حتى القضاء عليهم الى الأبد وهذا يتطلب من الجميع وفي كل العناوين الوطنية فردية وجمعية التعاون للوصول لهذا الهدف الوطني والانساني الكبير ونعكف باستمرار وبالدراسات الميدانية والبحثية للمرحلة القادمة آخذين بنظر الاعتبار أن الحاضنة الاجتماعية لهذا التنظيم قد انزاحت ، وانخفضت امكانياته بدليل أن بعد معركة تحرير الموصل لم نواجه أي معركة كبيرة لا في الحويجة ولا في تلعفر ولا في القائم ولا في حوض الفرات.
*اعلام المركز