في إطار المساعي الدولية لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
متابعة الصباح الجديد:
أكد ملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس ضرورة إعادة اطلاق مفاوضات سلام «جادة وفاعلة» بين إسرائيل والفلسطينيين قبل أيام من لقاء عباس بالرئيس الأميركي، في وقت يواصل الأسرى معركة «الحرية والكرامة»، امس الاثنين، داخل سجون الاحتلال «الإسرائيلي»، وسط أوضاع صحية سيئة، يعاني منها جميع الأسرى الذين يخوضون الإضراب المفتوح عن الطعام.
وبحسب بيان صادر عن الديوان الملكي فقد أكد الجانبان على «ضرورة إعادة إطلاق مفاوضات سلام جادة وفاعلة بين الفلسطينيين وإسرائيل، استنادا إلى حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد لإنهاء الصراع، وبما يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة».
وأضاف البيان أن لقاء عباس والملك في عمان يأتي في إطار «التنسيق والتشاور حيال الجهود المستهدفة إعادة الزخم للقضية الفلسطينية»، قبل أيام من لقاء مرتقب بين عباس والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال العاهل الأردني إن «مبادرة السلام العربية، التي تم إعادة إطلاقها خلال القمة العربية التي استضافتها المملكة (الشهر الماضي)، تشكل الإطار الأكثر شمولية لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط».
ويزور عباس الأربعاء المقبل الولايات المتحدة للقاء ترامب في البيت الأبيض لمحاولة إحياء جهود السلام مع إسرائيل.
وفي إطار المساعي الدولية لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، التقى عباس في رام الله مؤخرا رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية مايك بومبيو والممثل الخاص لترامب جيسون غرينبلات، إذ أشار الأخير إلى أن إدارة ترامب تفكر «جديا في إيجاد حل للقضية الفلسطينية».
وعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين متوقفة منذ ثلاثة أعوام مع فشل جهود إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري الحثيثة.
ويطالب الفلسطينيون بإقامة دولة مستقلة لهم داخل حدود أراضي 1967 عاصمتها القدس الشرقية وهذا يعني إنهاء 50 عاما من الاحتلال للضفة الغربية وقطاع غزة والقسم الشرقي من المدينة المقدسة.
وفي غضون ذلك يواصل الأسرى معركة «الحرية والكرامة»، امس الإثنين، داخل سجون الاحتلال «الإسرائيلي»، وسط أوضاع صحية سيئة، يعاني منها جميع الأسرى الذين يخوضون الإضراب المفتوح عن الطعام.
وكان الأسرى شرعوا بالإضراب عن الطعام في 17 من نيسان 2017، لتحقيق عدد من المطالب الأساسية التي تحرمهم إدارة سجون الاحتلال منها، والتي حققوها سابقًا من خلال خوض العديد من الإضرابات على مدار سنوات الأسر، وتتمثّل مطالبهم بإنهاء سياسة الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي، وغير ذلك من المطالب المشروعة. فيما توصل قوات الاحتلال منع الأهالي من زيارة الأسرى المضربين لليوم الـ 15 على التوالي، فيما تنفذ عمليات اقتحام وتنكيل في كافة السجون بحثًا عن الملح والهواتف.
وفي الأراضي الفلسطينية والشتات والعالم، تتواصل فعاليات الإسناد والمناصرة للأسرى عبر المسيرات والمهرجانات والفعاليات التي يتخللها رفع صور الأسرى والأعلام الفلسطينية. وأكدت القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة على دعمها ومساندتها ومشاركتها في كافة الفعاليات الداعمة لنضال الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال لليوم الـ 14 على التوالي من أجل تحقيق مطالبهم العادلة والمحقة التي نصت عليها المواثيق والاتفاقيات الدولية بشأن حقوق الأسرى وخاصة اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة .
وحمّلت القوى في تصريح صحافي لها، الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة أسرانا البواسل، مناشدة كافة المؤسسات الحقوقية والقانونية للمشاركة الفاعلة بدعم الأسرى في مطالبهم أمام المؤسسات الدولية. وأضافت القوى بأن أسرانا رمز لوحدتنا في معركتهم التي توحد من خلالها الجميع في بوتقة واحدة رافضين التشرذم والانقسام. وثمنت دور جماهير شعبنا في كافة أماكن تواجده لما أبداه من دعم وإسناد لأسرانا في معركتهم البطولية، مطالبة باستمرار هذا التحرك لما له من أهمية في رفع معنويات أسرانا ودعمهم في مطالبهم العادلة معًا. ودعت القوى أمتنا العربية والإسلامية إلى إسناد إضراب أسرانا البواسل ممثلة في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وتدويل قضيتهم.
ودعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إلى مزيد من التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال لليوم الرابع عشر على التوالي، ومساندتهم بكل السبل المشروعة حتى تحقيق مطالبهم العادلة. وطالب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، بسام أبو عكر، بحل الأزمات الداخلية بالحوار البنّاء والجاد، مراعاة للأسرى الذين دخلوا مرحلة حرجة في إضرابهم المتواصل.
وقال أبو عكر في تصريح صحافي، امس الاثنين: ندعو إلى تعميق وزيادة الالتفاف حول أسرانا في إضرابهم العادل عن الطعام ضد سياسة القهر والتعذيب التي تمارسها الحكومة الصهيونية بهدف كسر وتركيع الأسير والإنسان الفلسطيني». وأردف بالقول: يجب علينا الالتفاف في هذه المرحلة حول أسرانا البواسل والانتصار لألمهم ووجعهم في معركتهم البطولية ضد السجان وضد الاحتلال الغاشم، والتي هي عنوان من عناوين التحدي، ومواجهة السياسات الإسرائيلية بمزيد من الوحدة».
وشدد القيادي أبو عكر على ضرورة البحث عن سبل لحل الأزمات الداخلية بطرق الحوار ومراعاة إضراب الأسرى الذي بات في مرحلة حرجة.
ووجه أبو عكر التحية لجماهير الشعب الفلسطيني التي تشارك بقوة في إسناد الأسرى، مؤكدا على ضرورة تصاعد الفعل الشعبي لنصرتهم والإسهام في تحقيق انتصارهم على الجلاد.
يذكر أن الأسرى في سجون الاحتلال دخلوا إضرابا عن الطعام منذ زهاء أسبوعين، احتجاجًا على ما يلاقونه من معاملة سيئة في السجون، وعلى ما يعانونه من ظروف اعتقاليه قاسية.