ينتظر العراق والمنطقة والعالم باسره خارطة جديدة ترسمها التحالفات لمرحلة مابعد داعش وتصطف امام الحكومة العراقية ملفات الامن الداخلي والسلم الاهلي واعادة الاعمار والبناء والعلاقة مع دول الجوار والتوازن الاقليمي واعادة ترتيب البيت العراقي السياسي على وفق منظومة سياسية جديدة تستهدف الاصلاح ومواجهة الفساد بسرعة وضراوة ..كل هذه الملفات ستكون حاضرة وبارزة مع اية حكومة مقبلة تجلبها انتخابات مصيرية ومفصلية في آن واحد وهذا لايعني ان حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي بمنأى عن أي دور في التعامل مع الملفات المذكورة بل انها امام مسؤولية كبيرة تتطلب اداء الامانة والعدل والنزاهة في قيادة البلاد الى المرحلة الحاسمة مع اعلان النصر النهائي على عصابات الارهاب والجريمة وسيكون من المهم جداً ان يؤدي السيد العبادي دوراً محورياً في هذه الملفات يتسق مع التأييد العربي والدولي الذي حازه طيلة السنوات والشهور الماضية ونجاحه وقدرته على ادارة المصالح السياسية للبلاد بنحو متوازن احتفظ فيها العراق بعلاقاته مع محيطه العربي والاقليمي وفي الوقت نفسه لم يفقد ثقة الولايات المتحدة الاميركية بقدراته في تجميع الفرقاء السياسيين والاحاطة بامتداداتهم مع محاور اقليمية شتى وفي الوقت نفسه الحصول على دعم دول الاتحاد الاوروبي وبريطانيا في تقديم الدعم العسكري والمادي والمعنوي للعراق في حربه مع تنظيم داعش وتحرير المدن العراقية المغتصبة ..اليوم وفي ظل التقارب السعودي – العراقي والتباعد الاميركي -الايراني وفي ضوء الاهداف المعلنه للادارة الاميركية الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب تبدو المهمة اكثر تعقيدا وتتطلب حنكة ودراية وحرصاً على عدم الوقوع في افخاخ السياسة وسيكون من المفيد والمناسب الاحتفاظ بسياسة مستقلة تضع مصالح العراق على رأس الاولويات ومع تأكيد رئيس الوزراء حيدر العبادي في تصريحاته على ابتعاد العراق في نهجه وسياسته عن المحاور الدولية فان الامل معقود بهذا النهج وهذه السياسة التي ستجنب العراق اية ازمات خطيرة يتوقع الكثيرون وقوعها قد تؤدي في النهاية الى اندلاع حروب ومواجهات عسكرية في المنطقة وكل مايتمناه العراقيون ان يسدد الله خطى المسؤولين في العراق ويقودهم الى التموضع في مساحات الامان وعدم الانزلاق الى مواطن الشر والهلاك وان يحوزوا الحكمة في التعامل مع حزمة الملفات المعقدة التي تنتظر حسماً في المواقف وتبحث عن حلول ..
د.علي شمخي
حنكة ودراية!
التعليقات مغلقة