ترامب وسياسة شراء البلدان

سلام مكي

لم يشهد العالم سياسة لرئيس أمريكي، مثل سياسة الرئيس الحالي دونالد ترامب، إذ أنها سياسة تختلف جذريا عن كل ما سبقوه، من ناحية السعي للسيطرة على البلدان الأخرى، خصوصا المجاورة والضعيفة. ففيما يخص الدول المجاورة، سعى ترامب في بداية حكمه للسيطرة على بنما عندنا أعلن بدء إجراءات استعادة قناة بنما، عبر التعاقد مع شركة صينية لهذا الغرض. أما بالنسبة لكندا، فإنه صرح منذ أيامه الأولى بأن كندا ستكون الولاية الواحدة والخمسين لأمريكا، وهو ما رفضته الحكومة الكندية جملة وتفصيلا. أما بالنسبة لأوكرانيا فإن الحديث عنها يطول كثيرا، ولا أصدق من الموقف الذي حصل بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض، ورضوخ كييف المؤكد لكل شروط ترامب مقابل الاستمرار في تلقي الدعم الأمريكي في حربه مع روسيا.

أما فيما يخص الدول العربية، فلم ينس العالم لقاء ترامب مع ملك الأردن، وما حصل من تداعيات أثناء اللقاء، وكيف كان ترامب يصدر الأوامر على الرجل، وكأنه موظف صغير عنده. ترامب أكد في أكثر من مناسبة أنه يطلب من ملك الأردن ورئيس مصر أن يقوموا بتهيئة أرض بديلة عن غزة لكي يقوموا بإسكان الفلسطينيين، لكون أن خطته تتضمن تهجير الفلسطينيين الى الأبد وتحويل غزة الى مكان أشبه بمنتجع خاص للأثرياء. وقد استغرب ترامب، حين أعلن الرئيس المصري رفضه القاطع للفكرة، ومأتى استغرابه يكمن في أنه عندما يقوم بمنح مصر والاردن مبالغ مالية كمنح ومساعدات، فإنه يتوقع أن تنفذ تلك البلدان، كل ما يطلب منها! للأسف إن تلك البلدان، تعيش حالة من الانكسار والتبعية بفعل الاعتماد الدائم على بضعة ملايين من الدولارات، تقدم لها كمساعدات، ولا تعلم أن تلك المبالغ سيأتي يوم ويطالب بها، ولعل المقابل أكبر من دفع الأموال! مقابل الغطرسة والتمادي مع الآخرين، برزت مواقف رافضة وساخطة على ترامب وإدارته، من قبل بلدان تأبى إلا أن تكون حرة، مهما كان ثمن تلك الحرية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة