جماليات الرؤية الاخراجية في المسرح المعاصر

بابل – سلام مكي:
عن دار أبجد للترجمة والنشر والتوزيع في بابل، صدر مؤخرا كتاب ” جماليات الرؤية الاخراجية في المسرح المعاصر” للكاتب يوسف السياف، بواقع 395 صفحة من القطع المتوسط، وبتقديم الأستاذ الدكتور عقيل مهدي يوسف. ومما جاء في التقديم: يخلص الكاتب يوسف السياف في تأملاته النقدية لتجارب إخراجية ونصوص درامية في نماذج ” عينة” مباحثه، على ما توفرت عليه من خطط إخراجية مزدانة بتقنيات بصرية، سينمائية، وأغان فلكلورية ورقمية، ليخلص الى تعريف المفهوم الجمالي..
أما في المقدمة، فقد جاء: وبظهور مفهوم الإخراج نتيجة البحث الدائم والمستمر من قبل المشتغلين في الحقل المسرحي لمنح كل عرض سمات وخصاص جمالية، استدعى ذلك وجود شخص يمسك بخيوط الابداع جماليا وينظمها، فبعد أن ظهر مصطلح الإخراج بشكل علمي وحرفي، وأصبحت له خصوصيته وكيانه المستقل بعد أن كان دوره مرتبطا بوظيفة المؤلف، فقد أصبح هو المعني بتنظيم كل تفاصيل العرض المسرحي والبصيرة الواعية…
الكتاب يتكون من أربعة فصول. الفصل الأول، يبدأ بمقدمة تاريخية لمفهوم الجمال وتطور الإخراج المسرحي، ثم مفهوم الجمال لدى مجموعة من الفلاسفة والمفكرين، كمفهوم الجمال عند سقراط وأفلاطون وعند هيغل وشوبنهاور وكانت…. كذلك تحدث هذا الفصل عن النظريات الاخراجية عند مجموعة من الكتاب والمسرحيين الأوروبيين الكبار، الفصل الثاني تناول فيه الكاتب موضوع جماليات الإخراج في الاتجاهات المسرحية المعاصرة.
أما الفصل الثالث، فتحدث فيه الكاتب، عن المرجعيات الفكرية والفنية للمخرج المسرحي البابلي ثائر هادي جبارة. في هذا الفصل، نجد أن الكاتب تحدث بشيء من الايجاز عن دور ثورة تموز عام 58 في تأسيس المنتديات والنقابات التي دفعت بعجلة المسرح العراقي الى الامام كثيرا، وتناول دور الشاعر الراحل هادي جبارة الحلي في زرع بذرة حب المسرح في نفس ولده “ثائر” والذي سيكون له شأن كبير في المسرح تمثيلا وإخراجا. كما تحدث الكاتب عن الأحداث التي ساهمت في التشكلات المعرفية والثقافية للفنان ثائر هادي جبارة، وكيف كانت الساحة الثقافية في الحلة آنذاك، ودور السلطة في تحجيم أي نشاط يمسها، إذ أن حنكة الوالد ” رحمه الله” وقراءته لعقلية ولده، ساهمت الى حد كبير بإنقاذ ابنه من براثن السلطة، التي لو لم يبتعد عنها لكان مصيره، مثل مصير المئات الذين حزن ثائر عليهم كثيرا، لدرجة أن تغييبهم بتلك الطريقة البشعة من قبل السلطة، كأن مثل خنجر ينغرس في قلبه. وقد ثبت الكاتب تاريخ ارتقاء جبارة المسرح لأول مرة وكان ذلك في عام 1968 وذلك في مسرحية اسمها ” المكائن” حيث كانت تلك المسرحية، البوابة التي انطلق منها جبارة الى عالم المسرح الرحب.
وعن جبارة، يضيف الكاتب: واصل نحت اسمه وتنمية طاقته الفنية بالاشتراك مع أسماء لامعة ورائدة في المسرح العراقي، فنجد أن للدكتور سامي عبد الحميد دورا مهما في تكوين شخصيته، فقد اختاره ليجسد شخصية ريتشارد قلب الأسد في مسرحية صلاح الدين الايوبي التي عرضت في دولة الكويت عام 1984. إن الكتاب بحق، يعد مرجعا مهما، وأثرا بليغا من الآثار التي تركها الكاتب، ولعله سيكون ذات اليوم المرجع الأول عن أهم ما أنجبه المسرح البابلي والعراقي، من فنان ساهم الى حد كبير في إغناء مسرح بابل، بالكثير من المسرحيات والنصوص، التي جعلت من ذلك المسرح، يحتل مكانة متميزة في المسرح العراقي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة