وداد إبراهيم
مرّ الاحتفال بيوم المرأة العالمي هذا العام خجولًا، دون أن يحظى بالاهتمام اللازم لإنجازات المرأة العراقية في مختلف مجالات الحياة، رغم الجهود التي تبذلها العديد من المنظمات النسوية للحصول على تشريعات داعمة لحقوقها، خاصة فيما يتعلق بحضانة الأطفال، والنفقة، والميراث، وغيرها من المطالب التي لا تزال تُرفع في المحافل المختلفة.
ورغم ذلك، أُقيمت بعض الفعاليات هنا وهناك، لكنها افتقدت إلى الزخم الإعلامي والمطالبات المعتادة في مثل هذه المناسبات. ومن بين تلك الفعاليات، نظّم المركز الثقافي الفرنسي في بغداد برنامجًا خاصًا بهذه المناسبة، دعا فيه النساء العراقيات للحضور والمشاركة في نشاطات شملت محاضرة حول تاريخ يوم المرأة العالمي، وأمسية شعرية استضافت شاعرات عراقيات قدمن مقاطع من قصائدهن، إضافة إلى عرض فيلم وثائقي عن نساء بارزات تركن بصمتهن في مجالات الثقافة، والعلم، والفكر. كما قدّمت ثلاثون فنانة عراقية، من جمعية كهرمانة للفنون، معرضًا تشكيليًا حمل عنوان “عشق بغداد”، بحضور شخصيات ثقافية وإعلامية
ورفع المركز الثقافي الفرنسي شعار “انضموا إلينا لدعم نساء العراق والاحتفال بهذا اليوم”، في وقت لم تشهد الوزارات والمؤسسات الرسمية احتفالات تُكرّم خلالها النساء الرائدات في مختلف القطاعات
وفي هذا السياق، قالت الكاتبة والصحفية رجاء حميد لـ”الصباح الجديد”.
“كل عام نأمل أن يكون الاحتفال أكثر تميزًا، لكن تبقى هناك حركة نسوية فاعلة تسعى إلى رفع الوعي بحقوق المرأة في مختلف المجالات، سواء القانونية أو الاجتماعية أو البيئية. لقد حققت المرأة العراقية الكثير من الإنجازات، ونالت جوائز عديدة في الأدب، والصحافة، والفن، والعلم. لذلك، تستحق أن يُحتفى بها على مدار العام، وليس فقط في يوم محدد، فهي الوزيرة، والمدير العام، والباحثة، والطبيبة، والطّيارة، والضابطة، والشرطية. لقد أثبتت جدارتها في مختلف الميادين، إلى جانب دورها الأساسي كأم ومربية للأجيال القادمة، حيث أنجبت علماء ومبدعين صغارًا يحققون إنجازات على الصعيد الدولي”.
يُذكر أن أول احتفال بيوم المرأة أُقيم في 28 شباط 1909 في نيويورك، تحت اسم “اليوم الوطني للمرأة”، ونظّمه الحزب الاشتراكي الأمريكي بناءً على اقتراح الناشطة تيريزا مالكيل. وقد شاع لاحقًا أن هذا اليوم جاء إحياءً لذكرى يوم 8 اذار 1857 وهو يوم احتجاج عاملات مصانع النسيج في نيويورك.
أما الأمم المتحدة، فقد بدأت الاحتفال باليوم العالمي للمرأة عام 1975، والذي أُطلق عليه حينها “السنة الدولية للمرأة”. وفي عام 1977، دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة الدول الأعضاء إلى إعلان الثامن من آذار يومًا رسميًا للاحتفاء بحقوق المرأة والسلام العالمي. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا اليوم مناسبة سنوية تُركّز في كل عام على قضية محددة تتعلق بحقوق المرأة حول العالم.