حاوره: فريد شطاح
✓ من هو فاتح غضبان ؟.
أنا من مواليد 1975 بولاية أم البواقي ( الجزائر)، خريج المعهد الوطني للتعليم العالي بولاية أدرار، تخصص شريعة وقانون، أشتغل حاليا منصب مدير مدرسة إبتدائية.
ظهرت ميولاتي الشعرية خلال فترة التسعينيات، حيث صدر لي ديوان شعر مسمى ب: أصايل عن دار خيال.
فضلا عن أنني من مؤسسي جمعية الرواسي للثقافة والفنون وعضو في بيت الشعر الجزائري بمكان ميلادي، ولي العديد من المشاركات والتكريمات المحلية والوطنية.
✓ تعد الكتابة على الحائط، من الكتابات التي قذفت الرعب في قلب فرنسا، ماذا تعني الكتابة لك ؟
الكتابة بالنسبة لي هي التحرر من الضغوطات النفسية والتعبير عن خلجات النفس، وما يحتويها من شعور معين، لكي تقيدها الصفحات، كون الشعور بحد ذاته يعبر عن فكرة ورؤى، ننقله للآخر.
بالإضافة إلى أنها عملية إبداعية تتيح فرص التأريخ لمرحلة مرت أو ستأتي في الحياة، كقصيدة (سر اليراع) أقول في مطلعها:
يراعي تمرد منذ السنين
وناد الكتابة يبغي شفائي
تمرد شعر الأديب ولاح
بنور الكتابة رمز الوفاء.
✓ في رأيك: ما هو الأثر الإيجابي الذي تتركه النشاطات على اختلافها في نفسية المبدع ؟، وكيف تفسر غياب المبدع أو المثقف أو المهتم عن تلك الفعاليات؟.
الإنسان يتأثر ويؤثر في بيئته، على اعتباره أنه كائن اجتماعي، والحراك الثقافي بالنسبة للمبدع اكتساب مهارات وفنيات جديدة، تحسن من قدراته الإبداعية والعلمية، حيث أن اعتلاء المنصات فرصة جيدة للتعبير عن الذات والأعمال الإبداعية، ناهيك عن كونها عقبة سوداء في وجه بعض المبدعين.
أما الشطر الثاني من السؤال: هناك أسباب كثيرة لعزوف وغياب المبدع عن النشاطات الثقافية عامة، لأنه بين المبدع والجمهور والمنظم أحيانا توجد فجوة، بالإضافة إلى شح كبير في الساحة الثقافية من الندوات والملتقيات والمعارض التي تنبه المبدع وتجعله حيويا ونشطا.
وأيضا الظروف المادية التي يمر بها كثير من المبدعين، وأن معظم المناسبات لا تتكفل الجهات بالمصاريف كالنقل والإيواء وحقوق المبدع، وتدخل فيها أيضا الكثير من العوامل الذاتية والشخصية التي في الغالب ما تكون تطمس ولا تشجع على الإبداع.
ناهيك عن أن الإعلام يفتح باب المعرفة على هذه الفعاليات، ويستهدف جمهور آخر مفترض، لهذا لا يمكن تجاهل هذه السلطة للترويج للتظاهرات والأنشطة.
✓ هل لا تزال اسهامات الصحافة كوسيلة تثقيف في عصر التكنلوجيا والذكاء الاصطناعي؟.
للصحافة دور كبير وهام في تثقيف المجتمع، كونها تعرض جملة من الأفكار والآراء المضبوطة بأسلوب علمي، لنشرها وتوزيعها.
وتتضمن الصحافة الاجتماعية معلومات وأفكار تعكس واقع مجتمع ما، وخاصة في زمن التكنولوجيا وتطبيقات الذكاء الاصطناعي الذي يشهده العالم بشقيهما السلبي والإيجابي.
✓ فاتح غضبان، هل يكتب من أجل الجوائز أو يكتب لأنه يحمل في صدره قضية أو رسالة؟ .
الكتاب هم أقلام مؤمنة بالقضايا والمشاعر الإنسانية السيالة على ورقة، تتقاسم السعادة والشقاوة في محتواها مع القراء، وهذا ما يجعلني أستمتع بالكتابة.
من وجهة نظري أن الذي يكتب من أجل الجوائز فقط، هو مبدع المسابقات الذي يجعله يتصنع ويتقيد..، فالأعمال الإبداعية لا ترتبط بحصد الجوائز بل أنها إشارة على جودة العمل النسبية، ثم إن كبار المبدعين في الوطن العربي وغيره، أمثال محمود درويش، أحمد شوقي، طه حسين، محمد ديب ..إلخ، استطاعوا النجاح انطلاقا من بيئتهم التي تنعكس في كتاباتهم.
✓ غضبان، بصفتك مدير مدرسة و مبدع، هل توجد هناك خطة او إستراتيجية لتطوير مهارة الطفل؟، وكيف تؤثر هذه المرحلة على الطفل من منظور التنشئة الاجتماعية ؟
قد أولت الدولة أهمية كبيرة لفئة الأطفال، من خلال صقل مواهبهم وإدارتها، ليكون جيل جديد قادر على تحمل مسؤولياته وينظر للحياة بنظرة مبدع.
ومن خلال مؤسساتها التعليمية المدارس التي تعد مصدرا من مصادر التنشئة الاجتماعية بعد الأسرة والمسجد على العموم.
لهذا نجد أن المدرسة في إدارتها للمواهب، تقوم الادارة بوضع استراتيجية خاصة من حيث متابعة الطفل، تربويا وتعليميا وترفيهيا.. وذلك بالمشاركة في جميع المناسبات والتظاهرات بأعمال من إبداعهم، كالرسم والكتابة، والترفيه واللعب المفيد لهم داخل أسوار المدرسة، وهذا يدرج كنوع من أنواع تلبية حاجياتهم من أجل جيل مبدع ومثقف وواعي يحمل المشعل مستقبلا.
✓ في الختام، ماذا تقول للقارئ؟.
ختاما، نشكركم على هذا الحوار الذي سرني، حيث أن هنالك عددا هائلا من المبدعين الذين يحتاجون للتشجيع والمرافقة، وخاصة الإعلام.
الشاعر فاتح غضبان: أسباب كثيرة لعزوف وغياب المبدع عن النشاطات الثقافية
التعليقات مغلقة