الجزائر ـوكالات:
لا أحد كان يتصور أن يأتي اليوم الذي يجلس فيه الزعيم التاريخي للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (علماني)، الدكتور سعيد سعدي، الخصم الأكبر للإسلاميين في الجزائر، إلى قادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة (إسلامي)، بعد عقدين من العداوة السياسية.
مؤتمر الانتقال الديمقراطي الذي عقده تكتل تنسيقية المعارضة في الجزائر، شهد مصالحة تاريخية بين سعيد سعدي زعيم الحزب العلماني، وعلي جدي القيادي في الحزب المحظور.
وسارع المصورون إلى تسليط الكاميرات على المشهد لالتقاط صور للمصافحة التاريخية بين الطرفين، وكان لافتا تحول المواقف من الطرفين إزاء العمل السياسي المشترك.
وقال الدكتور سعدي إنه يقبل بالمشاركة السياسية للإسلاميين في حال التزموا بالديمقراطية وعدم ممارسة العنف، وفي المؤتمر أعلن عبدالقادر جدي أنه يجلس إلى كل الجزائريين، وعلى استعداد للمساهمة السياسية مع كل الأطراف مهما كانت توجهاتها السياسية.
وكان الدكتور سعدي يتبنى خطابا معاديا للإسلاميين، ورفض الدولة الأصولية، واستغلال المساجد في الدعاية السياسية، ويعد أبرز الشخصيات السياسية التي شجعت السلطة على وقف المسار الانتخابي في يناير 1992، وإلغاء الانتخابات التشريعية التي فازت بها جبهة الإنقاذ المحظورة.
وكانت الجبهة الإسلامية للإنقاذ تتهم الحزب بالعلمانية، وبالسعي لإقصاء الشريعة من حياة الجزائريين