نحو توسيع مبادرة الأنبار لتشمل المحافظات الغاضبة

رسالة مفتوحة الى رئيس الوزراء

أسماعيل زاير

تتسع الآمال في نجاح المبادرة التي اطلقها رئيس الوزراء بصدد المصالحة الموسعة في الأنبار.. فلم يظهر على السطح العراقي أي موقف يمكن أن يعارضها أو يدحضها رغم مرور اسبوع على اطلاقها. وبالتالي اظهر العراقيون، في الأقل حول هذه النقطة، حرصاً على وقف العنف والعمليات العسكرية ضمن منطقة تحولت الى ميدان للتداخلات والمناورات التي دفع العراقيون ثمناً غالياً بسببها. منطقة هُجِرَ سكانها وانتهكت حقوقهم الإنسانية الأساسية في التمتع بالأمن والأمان في وطنهم، ودمرت بيوتهم واغرقت مزارعهم وتحولت الى مواطن للأوبئة والأمراض.. من هنا نجد ان الإجماع على دعم مبادرة المؤتمر الشامل في الأنبار عبرت عن وصول الجميع الى طريق مستعصية العبور.

ومع الأمل في نجاح المبادرة الأنبارية، نرى انها لا تزيد ان تكون حلقة من الحلقات الملتهبة، وان كانت الأكثر التهاباً، في المحافظات المتظاهرة منذ عام. وتبين للجميع ان الأزمة التي نواجهها لا تنحصر في المواجهة مع الإرهابيين اتباع القاعدة وداعش، وهي مواجهة لا خلاف عليها ولا حياد فيها، بل في غياب الآليات المناسبة للم الصفوف وتوحيد الجبهة الداخلية وتحصينها عبر مساعٍ سياسية جدية كهذه المبادرة. ومن هذا الباب نعتقد ان المسؤوليات الملقاة على عاتق الحكومة لا تقتصر على الأنبار فقط بل تتسع لبقبة المحافظات التي عبرت عن غضبها وتظاهرها لمدة اكثر من كافية للفت الأنظار وتوجيه الأضواء الى مشاكلها. بل ان بوسع الحكومة، بل من واجبها المنطلق من ذات الخلفيات التي افضت الى اطلاق مبادرة الأنبار، ان تمد المبادرة لتشمل محافظات صلاح الدين ونينوى وديالى وكركوك.

ويمكن ان تكون مسارات المبادرة متوازية من الناحيتين الزمنية والموضوعية حتى ينتهي وطننا العراق من هذه المعضلة التي ادمت العراق وحولت حياة المئات من البشر الى جحيم وكبدته خسائر مؤسفة من خيرة ابنائه مدنيين وعسكريين.

ان كل روح تزهق في هذه الحلقة المفرغة خسارة كبيرة لا تسر الا الأعداء ولا تخدم الا اعداء العراق الذي يكافح منذ سنوات من اجل ايجاد صيغة متقدمة وسليمة للعيش المشترك بين مكوناته ونشر ثقافة الوحدة الوطنية والولاء للوطن واخيراً خلق مناخ انساني يليق بشعبنا ومكوناته كلها.

ومن المعلوم ان استمرار الشقاق الإجتماعي بين ابناء العراق يؤدي الى اضعاف الدولة العراقية ويقطع وشائج الأخوة بين طوائفه وقومياته ويتسبب بتبديد اجرامي لفرص النمو والتقدم.

لهذا فإننا نتطلع الى ان يبادر رئيس الوزراء الى تعميم المبادرة الأنبارية الى بقية المحافظات المنتفضة بأسرع وقت ممكن وعدم تأجيلها. ونقول وكلنا ثقة ان مثل هذا القرار من قبل السيد المالكي سيعزز اجواء الثقة العامة بين العراقيين على العموم وثقة ابناء المحافظات الغاضبة ويفتح الطرق امام القلوب العامرة بالوطنية لتقول كلمتها وتقوم بإبعاد اهل الشر والمتأمرين والمنتفعين والإنتهازيين والمتصيدين في الماء العكر.

علينا ان نتذكر ان شعباً لا يساعد نفسه وابناءه لا يمكن ان يتوقع المساعدة من اي مكان خارج الحدود. والدروس المكدسة عبر التأريخ تشهد على صحة ذلك. فنجاحنا لن ينتهي بحقن دماء اخوتنا في الأنبار ونينوى وبعقوبة وغيرها بل بتعزيز مكانتنا وسيادتنا ويعلي كعبنا ويرفع هاماتنا بالوحدة والرفاهية والعراقيون كلهم اهل لذلك.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة