أحمد معيتيق يفوز بثقة البرلمان بعد تهديدات حفتر
متابعة الصباح الجديد:
أفادت مصادر طبية ليبية أمس الاثنين بمقتل الصحفي مفتاح بوزيد، المعروف بمناهضته للجهاديين الليبيين في مدينة بنغازي المعروفة بأنها معقل للإسلاميين.
وأفادت التقارير أن مجهولين أطلقوا النار على بوزيد، محرر صحيفة “برنيق”، في وسط مدينة بنغازي.
وكثيرا ما وجه مفتاح انتقادات للإسلاميين المتشددين عبر محطات التلفزيون، وتلقى تهديدات بالقتل, وتواجه السلطات الليبية صعوبات في السيطرة على الميليشيات المسلحة التي تكاثرت في البلاد منذ إطاحة نظام الزعيم السابق معمر القذافي.
وقد اتهم بعض الثوار السابقين، خصوصا الإسلاميين منهم، بالمسؤولية عن هجمات تعرض لها أجانب وأفراد أمن وقضاة في مدينة بنغازي.
من جانب آخر فاز رئيس الوزراء الليبي الجديد أحمد معيتيق بإقتراع على الثقة في البرلمان يوم الأحد وذلك بعد أسبوع من اقتحام مسلحين مقر البرلمان, في تحد لللواء السابق بالجيش خليفة حفتر الذي شكك في شرعية المؤتمر الوطني الليبي.
وكان معيتيق المدعوم من جماعة الإخوان المسلمين التي تعارضها بشدة القوات المناهضة للإسلاميين في ليبيا قد انتخب قبل أسبوعين بعد جلسة برلمانية سادتها الفوضى ورفض بعض النواب انتخابه باعتباره غير قانوني.
واجتمع النواب مجددا يوم الأحد وسط إجراءات أمنية مشددة للتصويت على حكومة معيتيق بعد أسبوع من مهاجمة قوات موالية للواء السابق بالجيش خليفة حفتر المؤتمر الوطني لمطالبة النواب بتسليم السلطة.
وقال النائب المستقل عبد الحميد إسماعيل يربوع لرويترز إن المؤتمر الوطني العام منح معيتيق ثقته وإن 83 من جملة 95 عضوا صوتوا لصالح حكومته, وامتنع بقية الأعضاء الحاضرين عن التصويت على الحكومة.
ويعني التصويت أن حكومة معيتيق سوف تستبدل حكومة سلفه عبد الله الثني، الذي استقال من منصبه الشهر الماضي.
وجرى تصويت الأحد في جلسة مغلقة بالمدينة القديمة بطرابلس ولم يشارك فيه سوى نحو نصف أعضاء البرلمان أي 93 عضوا في المؤتمر الوطني.
ولم يتمكن أعضاء المؤتمر الوطني من الاجتماع في مقر المجلس العادي منذ الهجوم المسلح عليه خلال الأسبوع الماضي من طرف مسلحين.
وأكد نائب آخر فوز معيتيق بثقة البرلمان. ورئيس الوزراء الجديد رجل أعمال وسيكون ثالث رئيس للحكومة الليبية منذ آذار بعد اضطرابات على مدى أشهر.
والمؤتمر الوطني العام هو برلمان ليبيا ويقع في قلب صراع بين قوات مناهضة للإسلاميين أعلنت الولاء لحفتر وأحزاب وميليشيات موالية للإسلاميين تعهد اللواء السابق بالقضاء عليها.
ووصف المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي يوم الأحد الأزمة في ليبيا بأنها الأسوأ منذ حرب عام 2011 التي أطاحت بمعمر القذافي في ظل الصعوبات التي تواجهها الحكومة للسيطرة على كتائب مقاتلي المعارضة السابقين وميليشيات.
ولا تزال ليبيا بلا جيش ولا دستور جديد بعد ثلاث سنوات على الانتفاضة التي أطاحت بالقذافي بدعم من حلف شمال الأطلسي كما أن برلمانها يعاني من خلافات داخلية ومشاحنات سياسية حادة.
وكثيرا ما تتقدم الكتائب المتنافسة القوية المؤلفة من المقاتلين السابقين بمطالب للدولة التي ما زالت تعاني بعد الإطاحة بالقذافي. ولهذه الفصائل تحالفات فضفاضة مع قوى سياسية إسلامية وغير إسلامية متنافسة تتصارع من أجل السيطرة والنفوذ.
وكان معيتيق قد عين قبل أكثر من أسبوعين خلال جلسة عاصفة للمؤتمر الوطني العام لكن بعض أعضائه طعنوا في قانونية التصويت.
ولم تكتمل التعيينات في الحكومة بعد إذ تفيد بعض التقارير بأن مناصب وزارية لا تزال شاغرة منها وزارة الدفاع ووزارة الخارجية ووزارة الصحة.