سمير خليل
الطفولة، العالم الوديع، ميدان البراءة والجمال، عالم نتمنى جميعا أن نعيشه لنرتشف من براءته ونقاءه ولا نغادره. الطفولة هي الخطوة الأولى للولوج في متاهات الحياة بحلوها ومرها، سنوات الطفولة تشكل تحديا، وهي سلاح ذو حدين أو السير في طريقين: أولهما إيجابي والآخر سلبي، ومن هنا تأتي حساسية سن الطفولة.
الطفل أمانة في أعناقنا، واجب علينا أن نهيئ له كل مستلزمات الحياة السعيدة، ولعل أهمها الصحة والتعليم، بالإضافة للتربية المنزلية والمدرسية، أو رياض الأطفال.
ورغم أن العالم بأسره يهتم بالطفولة، ويعلن عن ذلك من خلال مقررات وتوصيات تأتي من أعلى منظمة تضم كافة دول العالم هي الجمعية العامة للأمم المتحدة التي أعلنت عن ” يوم الطفل العالمي” في عام 1954 باعتباره مناسبة عالمية يُحتفل بها في العشرين من تشرين الأول كل عام، لتعزيز الترابط الدولي وإذكاء الوعي بين أطفال العالم وتحسين رفاههم، كذلك اعتمدت الجمعية العامة اتفاقية حقوق الطفل في عام 1989.
ومع ذلك، فإن الطفولة في العالم وخاصة في الدول الفقيرة تعاني الأمرين، فهي ضحية الحروب والصراعات السياسية، ما نتج عن كوارث انسانية حيث يعيش الآلاف وربما الملايين من أطفال العالم في ظروف مأساوية قاسية، وخاصة في مخيمات اللاجئين والمهجرين الذين يعانون حر الصيف وبرد الشتاء، يخوضون في الوحول، ويبحثون عن كسرة خبز بين الخيام.
ولابد أن نمر في موضوعنا هذا على ما يعيشه الطفل العراقي، فرغم السعي الجاد من قبل المسؤولين والمختصين والتربويين والنشطاء لرسم عالم جميل يعيشه الطفل العراقي، الا أن هذا الطفل مازال يعاني تبعات المتغيرات السياسية والاجتماعية، وخاصة ضحايا الإرهاب الأسود الذي قتل وشرد الآلاف من أطفالنا الابرياء الذين مازال بعضهم يعيش في العراء، بالإضافة الى أن مجتمعنا يعاني من عمالة الأطفال، هؤلاء الذين أجبرتهم ظروف الحياة القاسية لامتهان أعمال لا تليق بعالمهم الجميل، بالإضافة الى الأطفال ضحايا ظاهرة التسول.
إذا: هي دعوة لوضع برامج وحلول لمشكلات الطفولة في العراق، نساهم بها جميعا من أجل هؤلاء الأطفال عناوين البراءة.