-1-
للاستاذ الأديب السيد محسن الموسوي – حفظه الله – حضوره الفاعل في الميدان الثقافي والأدبي والمعرفي .
ومن أروع مزاياه تصديه الى تعريف القرّاء بما يصدر من كتب ودراسات وبحوث تعنى بالجوانب العقائدية والأخلاقية والانسانية وهو ينهض بهذه المهمة الجليلة في زمن انصرف فيه معظم المثقفين المعاصرين عن المتابعة الدقيقة للحراك الفكري والعلمي والأدبي والمعرفي وكل الشؤون المرتبطة بالدين والاخلاق …
ومن هنا أصبح القدوة للكُتّاب الواعين الحريصين على التنوير والتغيير للواقع الفاسد .
-2-
ولقد كتب مؤخراً عن كتابنا الموسوم ( دموعي على الحسين هويتي ) مقالة ضافية عكست روحه الايمانية وأشواقه الروحية وولاءه الصادق العميق للامام الحسين (ع) .
لقد كتبها ونحن على ابواب عامنا الهجري الجديد (1444)، وشهر محرم الحرام هو شهر الأحزان والحداد على سيد الشهداء الامام الحسين (ع) الذي وقف بكل بطولة وبسالة أمام جيش كثيف من أعداء الله والانسانية اجترح بحقه وبحق الميامين من أهل بيته وأصحابه أفظعَ مجازر التاريخ، مجسداً أحقاد الجاهلية على الاسلام، وقد امتزج الجانب المأساوي المُوجع بالجانب الرسالي الحافل بأثمن الدروس في الثبات على المبدأ، والفداءَ من اجل العقيدة، والمواجهة الساخنة لقوى الظلم والظلام .
-3 –
ولابُدَّ أنْ نزجي للسيد الموسوي –حفظه الله – شكرنا الجزيل وثناءنا الجميل مصحوباً بالدعوات الخالصة له بخير الدنيا والآخرة والاستمرار في العطاء الثر والتألق في فضاء التنوير والإبداع، وأنْ يكتبنا الله واياه في ديوان محبي الامام الحسين (ع) ويرزقنا شفاعته يوم الورود .
الكاظمية المقدسة حسين السيد محمد هادي الصدر
29 /12 /1443 هـ
29 /7 /2022 م
من مكتبتي …
الكتاب : دموعي على الحسين عليه السلام هويتي
تأليف : سماحة العلاّمة السيد حسين السيد محمد هادي الصدر ، حفظه الله
الطبعة : الأولى / ١٤٤٢هج _ ٢٠٢٠م
عدد الصفحات : ١٢٨ صفحة
في مكتبتي ثلاثة كتب لسيدنا الحجة السيد حسين السيد محمد هادي الصدر ، حفظه الله ، خاصة عن الإمام الحسين عليه السلام :
_ في رحاب الإمام الحسين عليه السلام ، حروف متوهجه وأحزان متأججة .
_ كربلاء ، الملحمة الخالدة والمدرسة الواعدة .
_ وهذا الكتاب الذي نعرضه الآن .
ولغة سيدنا العلاّمة الصدر، حفظه الله ، هي لغة السهل الممتنع ، واللغة الناصعة البيان ، والخالية من الغموض والتعقيد ، والقريبة من النفوس ، والداخلة بدون استئذان إلى القلوب .
لغة شفافة ، بعيدة عن اللّف والدوران ، يعطي الموضوع حقّه والفكرة بتمامها ، لغة مغمسة بأريج الآيات القرآنية ، وعبير نهج البلاغة ، وحسب اللغة شرفاً إذا استمدت نصاعتها وبلاغتها ووضوحها من هذين المصدرين المباركين .
وحينما تكون الكتابة عن الإمام الحسين عليه السلام ، فتكون بوصلة البوح ، ورهافة الشعور فوق المستوى المتعارف في الكتابة ، ولهذا يقول سيدنا الحجة الصدر ، حفظه الله :
( الدموع هي الحبر الذي نكتب به ولاءنا للإمام الحسين عليه السلام وعشقنا لنهجه .
وهي الحبر الذي نكتب فجيعتنا بمصابه العظيم وما عاناه وهو يخوض ملحمة عاشوراء ضد البغي والطغيان والظلم الغاشم ) .
ولثورة الإمام الحسين عليه السلام جوانب متعددة ، فلها الجوانب الفكرية التي لاتنتهي في التحليل والتبصرة ، واستخلاص الدروس ، وتفكيك معاني هذه النهضة الثورية المباركة التي حفظت الإسلام من الاندثار ، كما خطط له الأمويون ، كما لهذه الملحمة الجانب المأساوي الذي يهزّ الإنسان ، من الأعماق ، مهما كانت توجهات ومعتقادت ذلك الإنسان ، ولهذا يقول سيدنا العلامة الصدر ، حفظه الله ، :
( إن الجانبَيْن _ الفكري والمأساوي _ في قضية الإمام الحسين عليه السلام متلازمان لايصحّ على الإطلاق التفكيك بينهما ) .
إن إقامة مجالس العزاء الحسيني، خصوصاً في شهر محرم الحرام ، قد ابتدأ منذ السنوات الأولى لفاجعة الطف ، وليست حالة مُحْدثة تبناها شيعة أهل البيت عليهم السلام في القرون الأخيرة ، يقول سيدنا الحجة الصدر، حفظه الله :
( والمتأمل في تأريخ أهل البيت عليهم السلام يجد أن الأئمة الهداة من أبناء الإمام الحسين عليه السلام كانوا يُقيمون بأنفسهم مجالس العزاء عليه مركزين على ما لاقاه أبيُّ الضيم وأهلُ بيته وأصحابه على يد العتاة المارقين من فظائع وجرائم تُقرح الجفون وتبكي العيون ) .
ويتطرق سيدنا الحجة الصدر ، حفظه الله ، إلى مسألة مهمة ، وتصحيح مغالطة تاريخية ، سارت عليها أغلب الدول العربية ، وهي اعتبار الأول من شهر محرم الحرام هو رأس السنة الهجرية ، غفلةً أو تغافلاً ،،والتدقيق الصحيح في تأريخ العصر النبوي الشريف ، يؤكد على خطأ هذا الإعتقاد.
ج2 على عدد الثلاثاء القادم
حسين الصدر