واشنطن بوست:
الصباح الجديد ـ متابعة :
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” أن الحكومة الإثيوبية نفذت غارة جوية باستخدام طائرات تركية من دون طيار أدت الى قتل وإصابة عشرات المدنيين الأبرياء مطلع الشهر الماضي.
وذكرت الصحيفة أن مئات الجياع الذين شردتهم الحرب التي اشتعلت في نوفمبر من العام الماضي في إثيوبيا، معظمهم من النساء والأطفال والرجال المسنين، كانوا ينامون على أرضية ضيقة بمدرسة فارغة ذات سقف من الصفيح، عندما وقعت الغارة.
وأسفرت الضربة عن مقتل ما لا يقل عن 59 شخصا وإصابة العشرات بجروح خطيرة، وفقًا لعمال الإغاثة الذين عملت منظماتهم في مخيم للنازحين داخليا في ديبيت، شمال منطقة تيغراي الإثيوبية.
وأصر عمال الإغاثة أن الضحايا هم مدنيين فارين من الحرب وليس مقاتلين فيها.
واندلعت الحرب الإثيوبية في نوفمبر 2021، بعدما أرسل رئيس الوزراء، آبي أحمد، الجيش إلى إقليم تيغراي للإطاحة بالسلطات المحلية المنبثقة من جبهة تحرير شعب تيغراي التي هيمنت على السياسة في البلاد لثلاثة عقود سبقت وصوله للمنصب.
وحللت صحيفة “واشنطن بوست” صور الشظايا وصور الأقمار الصناعية ومقاطع فيديو لتأكيد استخدام ذخائر دقيقة التوجيه تركية الصنع في الضربة، التي وقعت خلال الساعات الأولى من يوم 7 يناير 2022.
وفقا للصحيفة الأميركية، فإن الجيش الإثيوبي هو الطرف الوحيد في النزاع المعروف أنه لديه إمكانية الوصول إلى طائرات مسلحة بدون طيار، لافتة إلى أن هذا السلاح الدقيق حوّل الصراع المستمر منذ 16 شهرا لصالح الحكومة. ويثير استخدام سلاح دقيق التوجيه في ضربة ديدبيت الأسئلة حول أهداف الحكومة الإثيوبية، والتي تقول الوثائق الداخلية لمنظمات الإغاثة إنها لم تصب هذا الموقع فحسب، بل أيضا مواقع أخرى بعيدة عن ساحة المعركة، بما في ذلك مطحنة الدقيق، والحافلات العامة والمزارع والفنادق والأسواق المزدحمة.
وتقول تلك الوثائق، طبقا لـ “واشنطن بوست”، إن أكثر من 300 مدني قتلوا في هجمات الطائرات بدون طيار والغارات الجوية منذ سبتمبر الماضي، بما في ذلك أكثر من 100 منذ بداية هذا العام.
وتمثل هذه الوفيات جزءا بسيطا من الآلاف الذين قُتلوا في النزاع، بخلاف أكثر من 4 ملايين آخرين، في تيغراي والمناطق المجاورة، الذين يواجهون أزمة إنسانية ومجاعة.
وأظهرت بقايا الأسلحة التي تم العثور عليها من قبل عمال الإغاثة مكونات داخلية وتشكيلات لولبية تطابق صور ذخائر “MAM-L” التي تصنعها شركة الأسلحة “روكيتسان” وتستخدم في مسيرات “بيرقدار تي بي 2”.
لم تعترف الحكومة الإثيوبية بالضربة ولم ترد على طلبات متعددة وجهتها صحيفة “واشنطن بوست” للتعليق على كيفية تحديد أهداف الغارات الجوية. وامتنع متحدث باسم الحكومة التركية عن التعليق. كما لم ترد الشركة التركية المصنعة لذخيرة الطائرة بدون طيار على استفسارات الصحيفة الأميركية حول استخدام منتجاتها في الصراع.
وأدى التعتيم المستمر على الاتصالات والقيود الحكومية على الوصول للمنطقة إلى جعل تقييم الحقائق على الأرض في تيغراي تحديا استثنائيا.
ويعكس ظهور الطائرات المسلحة بدون طيار في إثيوبيا انتشار استخدام المسيرات خلال النزاعات بجميع أنحاء العالم، من ليبيا إلى أوكرانيا، حيث أصبحت الأسلحة متاحة على نطاق واسع وتستخدمها الحكومات والجماعات المتمردة لتوجيه ضربات مميتة.
بحلول أواخر عام 2021، وسعت إثيوبيا بشكل كبير أسطولها من الطائرات بدون طيار. وأفادت وكالة رويترز نقلا عن مسؤولين على دراية بالاتفاق أن تركيا باعت طائرات مسيرة لإثيوبيا في أكتوبر.
في نوفمبر، كشفت صور الأقمار الصناعية عن طائرة بدون طيار تركية الصنع من نوع “بيرقدار تي بي 2” متمركزة في “هرار ميدا”، وهي قاعدة جوية عسكرية إثيوبية رئيسية خارج أديس أبابا، وفقا لما ذكره ويم زويجنينبورغ، قائد مشروع نزع السلاح الإنساني في منظمة “باكس” ومقرها هولندا، والتي تركز على حماية المدنيين من أعمال الحرب وإنهاء العنف على مستوى العالم.
واستخدم زويجنينبورغ صور الأقمار الصناعية والتقارير الإخبارية لتتبع بقايا الأسلحة وتعاون مع مراقبي الطائرات الذين يراقبون تدفق الشحنات العسكرية لتتبع استحواذ الجيش الإثيوبي للطائرات بدون طيار أجنبية الصنع في الأشهر الأخيرة.
وقال زفيجنينبيرغ: “أحدثت الطائرات العسكرية بدون طيار فرقا كبيرا في القوات الجوية الإثيوبية وقدرتها على صد تقدم قوات دفاع تيغراي”.