شتان بين الحداثويين وقدامى الشعراء

-1-

من النادر أنْ تجد في نتاج الحداثويين وأشعارهم ما يبرز هويتهم العقائدية ويجسدها بشكل واضح لا لبس فيه ولا غموض .

-2-

وهذا على نقيض ما كان عليه عمالقة الشعر العربي القدامى حيث كانت قصائدهم في ( اهل البيت ) عليهم السلام تعكس هويتهم العقائدية .

-3 –

ويكفينا هنا ان نسمي بعضهم على سبيل المثال :

كالنابغة الجعدي ،

وكعب بن زهير ،

ولبيد بن ربيعة ،

وابي الاسود الدؤلي ،

والفرزدق صاحب الميمية الشهيرة في الامام زين العابدين (ع) ،

والكُميت ،

والسيد الحميري ،

ودعبل الخزاعي صاحب التائية الخالدة ،

وابي تمام الطائي ،

وأبي عبادة البحتري ،

وديك الجن

وابن هاني الأندلسي

وابن الرومي ،

والشريفين المرتضى والرضي ،

والمتنبي ،

والطغرائي ،

وصفي الدين الحلي ،

وابي فراس الحمداني ،

ويمكن الرجوع الى كتاب سيدنا الجد آية الله العظمى الامام السيد حسن الصدر – طيب الله ثراه – الموسوم بـ تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام لاستعراض الشواهد والدلائل على صحة ما قلناه .

-4 –

ومن أروع ما وصل الينا من شعر أبي فراس الحمداني أبياته الشهيرة التي سَمّى فيها المعصومين الأربعة عشر ( صلوات الله وسلامهُ عليهم) واحداً بعد واحد فقال :

لستُ أرجو النجاة مِنْ كُلّ ما

أخشاهُ الاّ بأحمدٍ وعليِّ

وَبِبنتِ الرسولِ فاطمة الطُهر

وسبطيهِ والامامِ عليِّ

والتقيِّ النقيِّ باقرِ عِلْمِ اللهِ

فينا مُحمدِ بنِ عليِّ

وابنه جعفر وموسى ومولانا

عليٍّ أكرمْ به مِنْ عليِّ

وأبي جعفر سمّي رسول الله

ثم ابنه الزكيّ عليِّ

وابنه العسكريِّ ثم ابنِه المُظْهر

حَقيْ محمدٍ وعليِّ

فيهم أرتجى بلوغَ الأماني

يوم عَرْضِي على مَليكٍ عَليِّ

-5-

واذا كان أبو فراس الحمداني قد نص على الهداة الميامين من أهل البيت ( عليهم السلام ) باسمائهم واحداً واحداً ، فقد جاء مدحهم دون تفصيلٍ في شعر الآخرين، كقول الشاعر ابي نؤاس :

مطهرون نقياتٌ ثيابُهُم

تجري الصلاة عليهم أينما ذُكِروا

ويقول كاتب السطور :

نطقَ الكتابُ بِكُلّ مجدٍ ضافي

واللهُ فَضَلَّكُم بدونِ خِلافِ

حججُ الالهِ على البرايا أنتُمُ

وتكلُّ عنكم أَلْسُنُ الوّصافِ

هذي شُموسِكُمُ المنيرةُ لألأتْ

بروائعِ الإشراقِ والألطافِ

طاب الولاء على ضفافِ غديركُمْ

وضفافُكمُ للناس خيرُ ضِفافِ

-6-

ونهيبُ بأولياء الأمور المبادرة الى اختيار حُزْمَةٍ وافيةٍ مِنْ تلك الاشعار وترغيب أولادهم بحفظها وتخصيص المكافاءات المناسبة لهم على ذلك ، لتشدو الألسن بذكر النبي العظيم محمد (ص) وآله الغر الميامين في المجالس والمحافل العامة والخاصة .

-7-

إنّ مجدَ الشعر أنْ يكون عابقا بشذا المناقب والفضائل لسادة الخلق عليهم السلام، فَهُم سفن النجاة، والانشداد اليهم صمّام الأمان في الدنيا والآخرة .

-8-

ولقد غَبَنَ الحداثويون أَنْفَسُهم حين ابتعدوا عن رحاب الشعر العقائدي المطلوب .

حسين الصدر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة