الفنان التونسي خالد بوزيد:
حاوره سمير خليل:
انشطة وفعاليات عديدة رافقت العروض المسرحية في مهرجان بغداد الدولي للمسرح، ولعل الفعالية التي تميزت عن غيرها، كانت ورشة الجسد، وهي ورشة انتظم فيها 18 هاويا من محافظات البلاد المختلفة تحت ادارة الفنان التونسي خالد بوزيد واستمرت طيلة ايام المهرجان.
في لقاء مع الفنان بوزيد للحديث عن هذه الورشة تطرق اولًا لزيارته البلاد فقال: سعيد بوجودي في العراق الذي تربطنا به روابط كثيرة، التاريخية والفنية، في العراق درسنا التاريخ، ملحمة كلكامش، تتلمذت على ايدي اساتذة الفن العراقيين، مقداد مسلم وحكمت داود، تربطني علاقات وطيدة مع فنانين عراقيين، تربينا على الموسيقى العراقية، اشياء كثيرة تربطنا، نحن قريبين منكم كثيرا وهذا مصدر سعادة وفخر”.
ثم تحدث عن الورشة فقال: المبادرة حسب اختصاصي انا لأنني احضر الدكتوراه في فلسفة الحركة بالمسرح الايمائي، المسرح العربي بحاجة له لان معظم مسرحياتنا العربية تعتمد النص المنطوق ويكاد يكون النص المنطوق نصا ادبيا وليس دراميا لذلك نسينا الجسد ومستطاع الجسد وهو اداة تعبيرية قوية، يقول نيتشه “لا احد يعرف مستطاع الجسد” وهو اداة تعبيرية بكثافة وهو اكثر اقناعا لكنه مغيب في مسرحنا العربي، حتى المسرح التقليدي انا اشتغلت في اكثر من ستين عملا في مختلف بلدان العالم واشتغلت مع كبار المسرحيين، لذلك نحن نعرف اين الداء، نعرف كيف نؤثر بالمسرح”.
*كيف وجدت الشباب المشاركين في الورشة؟
” الشباب في الورشة يمتلكون طاقات كبيرة جدا ولديهم حب كبير، الفرنسي المسيو بيير عضو لجنة التحكيم في المهرجان حضر احدى تماريننا واعجب كثيرا بحماس وحب الشباب للورشة، ما يقارب العشرين متدربا من الجنسين وهذا مهم جدا ، ثانيا هم من ديانات مختلفة يجمعهم حب العراق، لا فرق الكل كاداة تعبيرية، نتقاسم المشروع، الهدف ان نزرع نبتة مثمرة في العراق ، علمني كيف اصطاد ولا تعطيني سمكة، هكذا نؤهل الشباب في العالم، لان الشباب هم مستقبل الغد في المسرح، تعاقب الاجيال، السابقة تعوض باللاحقة، شغف طلاب الورشة للمسرح وتحملهم لمشاق التعب خاصة مسرح الجسد وما ادراك ما مسرح الجسد، المتعب جدا ولكنهم تحملوا وكانو سعداء جدا بالالتزام بالورشة”.
*هل لديك تجارب مماثلة؟
“لدي تجارب كثيرة، عملت ورش عمل في عديد من مسارح العالم، اذهب لمهرجانات عالمية من اجل هذا المشروع ، وانا قديما دخلت ورشة عند كبار المسرحيين في العالم وفي انماط مختلفة منهم جاك لوكوك في مسرح الحركة، واخذت workshop في القناع المحايد، الكوميدي دي لارتي الايطالي في المايم وفي البانتومايم”، ويضيف “اخذت تخصصا في المايم والبانتومايم والميمودراما، للاطلاع على المسرح الآسيوي لان المسرح الاوربي بدأ يهتم بالمسرح الآسيوي كتجارب كتكاليل بهارتا في الهند، مسرح النو الكابوكي في اليابان، التجارب الغربية في مستطاع الجسد، اشاهد معظم العروض، اسمعها وهي تكاد تكون عروض راديوفونية يعني بالراديو، التمثيل في المسرح العربي غلب عليه الجانب الادبي، المدونات العربية غابت فيها الصورة.
خالد بوزيد مسرحي وممثل تونسي، مثل تونس في العديد من المحافل الدولية، تجربته المسرحية لا تخلو من تتويجات وجوائز حصد منها الكثير من اهمها جائزة أفضل ممثل عربي بمهرجان الاردن وكان ذلك سنة 2006، وجائزة النقاد في أيام قرطاج المسرحية سنة 2003، اضافة لجوائز عديدة.
المشاركون في الورشة، من بغداد تبارك حامد وعلي محمد ومرتضى فالح وكرار جثير ومرتضى صادق ومحمد كامل، ومن بابل عبد الله احمد وحسين امير، من السليمانية سركول حسين وبيان احمد، وبدور سعد من البصرة وليلى فارس من كركوك، ونور العطية من النجف، واركان ميران من الديوانية، ميثم محمد من ذي قار، علي صباح من واسط، نور الاحمد من السماوة، واباذر ناجح من صلاح الدين.