التوقعات الإيجابية للطلب تغلب على السوق
الصباح الجديد ـ متابعة:
ارتفعت أسعار النفط الخام على أثر بيانات عن شح الإمدادات النفطية الأمريكية بينما تترقب السوق تداعيات أزمة ديون “إيفرجراند” العقارية الصينية.
ومن المتوقع أن يبدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في تشديد السياسة النقدية وهو ما قد يدفع المستثمرين ليكونوا أكثر حذرا في التداول على الأصول مرتفعة المخاطر مثل النفط الخام.
وكانت أسعار النفط قد انخفضت في وقت سابق بفعل استمرار صعود الدولار قبل اجتماع السياسة النقدية الذي طال انتظاره من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الذي قد يعلن عن بداية تخفيف التحفيز.
وقال مختصون ومحللون نفطيون إن شح الإمدادات الأمريكية أدى إلى تشديد السوق والحد من تأثيرات مكاسب الدولار السابقة التي تسببت في انخفاض أسعار النفط حيث إن ارتفاع الدولار يجعل شراء النفط أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى.
وأكدوا أن الشتاء البارد هذا العام قد يرفع أسعار الخام بأكثر من خمسة دولارات للبرميل، مشيرين إلى أن استمرار تعطل وتقلص الإمدادات الأمريكية أدى إلى تجدد المخاوف بشأن المخاطر على إنتاج النفط الأمريكي في خليج المكسيك الذي كان قد استعاد سابقا مزيدا من الإنتاج في أعقاب إعصار “إيدا”.
وأوضح سيفين شيميل مدير شركة “في جي إندستري” الألمانية أنه بحسب أحدث الإحصائيات لوكالة الطاقة الدولية فإن المخزونات النفطية تراجعت بنحو 40 في المائة منذ بداية العام الجاري وهو ما يزيد فرص استمرارية المكاسب السعرية.
وذكر أن الإنتاج الأمريكي أيضا يستعيد عافيته ببطء وقد تسببت الانقطاعات في إنتاج النفط البحري وطاقة التكرير في لويزيانا في كثير من دعم أسعار النفط نتيجة تقلص المعروض في مقابل تعافي الطلب بوتيرة سريعة بسبب انتشار اللقاحات وتحسن بيانات الوظائف الأمريكية وتنامي الواردات النفطية في الصين.
وأشار إلى أن تراجع المخزونات الأمريكية كان له دور كبير في تعزيز المكاسب، مبينا أن السوق تتابع هذا الأسبوع مستجدات السياسات المالية الأمريكية وتأثيرها في الدولار الذي ارتفع خلال الفترة الماضية، معتبرا أن استمرار تقلص المخزونات سيكون محركا لصعود أوسع في أسعار النفط.
ونشرت في تقريرها الشهري توقعات إيجابية على نحو واسع للطلب في الربع الرابع من العام، كما تعتقد بنوك عالمية وبخاصة “جولدمان ساكس” أن حلول فصل الشتاء الذي يتوقع معه أن يكون الأكثر برودة في الأعوام الأخيرة قد يتسبب في تسجيل مستوى أسعار للنفط الخام أعلى من المتوقع في نهاية هذا العام مع احتمال وصول النفط إلى 85 دولارا للبرميل في الربع الرابع – بحسب تقديرات البنك.
وفي سياق متصل، أعاد محمد باركيندو الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” تأكيد الدور الحيوي للنفط في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة، مبينا أن الاستثمار مطلوب لتلبية الاحتياجات العالمية المتزايدة والمتوقعة كما سلط الضوء على الحاجة إلى معالجة فقر الطاقة والوفاء بالالتزامات العالمية لتوسيع الوصول إلى الطاقة.
وأشار باركيندو إلى أهمية إصدار “أوبك” المرتقب وهو تقرير آفاق النفط العالمي 2021، لافتا إلى أن النفط والغاز الطبيعي معا سيستمران في توفير أكثر من نصف احتياجات العالم من الطاقة حتى 2045 مع حصة للنفط عند نحو 28 في المائة يليه الغاز بنسبة 24 في المائة. وفيما يخص الأسعار ارتفع النفط أمس، وأشار محللون إلى مؤشرات على شح في الإمدادات الأمريكية، لتنهي سلسلة خسائر استمرت لأيام في الوقت الذي لا يزال يطارد فيه الأسواق العالمية شبح التأثير المحتمل في الاقتصاد الصيني جراء أزمة مجموعة العقارات المثقلة بالديون تشاينا إيفرجراند.
وبحسب “رويترز”، ارتفع خام برنت 95 سنتا بما يعادل 1.3 في المائة إلى 74.87 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس، وذلك بعد أن هبط بنحو 2 في المائة أمس الأول. وارتفع عقد خام غرب تكساس الوسيط الذي حل أجله أمس 91 سنتا أو 1.3 في المائة إلى 71.20 دولار بعد انخفاضه 2.3 في المائة في الجلسة السابقة.
لا يزال المستثمرون في مختلف الأصول المالية متأثرين بالتداعيات الناجمة عن إيفرجراند المثقلة بالديون والتهديد بهزة أوسع نطاقا في السوق على المدى الطويل.
وقال إدوارد مويا كبير محللي الأسواق في أواندا “مشكلات إيفرجراند تهدد التوقعات بالنسبة لثاني أكبر اقتصاد في العالم وتجعل بعض المستثمرين يتساءلون عن توقعات النمو في الصين وما إذا كان الاستثمار هناك آمنا”.